د. خيرية السقاف
محض شغف يأخذ بتلابيبِ كلِّ شيءٍ نحو الألوان,
حين اللون كيانا, ملموسًا, مسموعًا, مرئيًا, محسوسًا!!..
ليسا الأبيضُ, والأسود فارقين..
ولا الأصفر والأزرق مُكوِّنَيْن!!..
ذرات التراب حتى ليست عجينة الجدار..
ولا التَّنور مبتدأ النار!!..
والمخيلة ليست دار الأحلام..
والركض ليس بالأقدام..
محض انسلاخ..
محض تبدُّل أدوار..
الليل أضواء..
والنهار أنواء..
وجزيئة من فراغ تداعيات شلال..
ولمحة من ثانية طيٌّ, وإقبال..
شغف عنفواني يسرق دور الدوامة..
ينهب نار البركان..
يستعمر فراغ المخيلة حين الفراغ المساحة,
والمكنون, والخارطة, والمتون..
شغف بدل اللغة في أفواه الأوتاد..
غيَّر الماءَ في جداول النبع..
جفف المزاريب في مواسم الرواء!!..
طوَّح بعصا اللحظة تهشُّ بها القلوب على محاضنها
وتحنُّ!!..
أوَ سيبقى لمسار اللمحة قطارها؟..
أو لشجن الحنين خفقه؟..
أو لرائحة الرغيف زخمها؟..
أو لطعم الجهد لذته؟..
أو لسكينة الخطى مداها؟..
أو للبنة الوتد قوامها؟..
:
محض شغف أخذ بتلابيب الألوان,
وأوغل في المكنون !!..
:
إنه الإنسان, في كل مكان..
ابن الأرض, صوت الحياة,
رفيق الريح, اللاهث,
الموغل في محبرة الألوان!!..