عبده الأسمري
انقضى عام، رحل بكل تفاصيله ومضى بشتى مفصلاته واستقبلنا عام جديد سيأتي بكل مغباته وغيبياته.. ونحن في هذه المعادلة «الحتمية» مسيرون لا مخيرون.. نعيش بين متراجحة «الانتظار» و«الأقدار» في درب «حياة» تظل في حكم «الغيب» وتبقى في حيز «التغييب».
ثمة أسئلة تحضر في الذهن.. وتتبارى في العقل وتتعالى في الذاكرة هل اطلع كل منا على كشف حساب «النفس» وعلى قائمة رصيد «الذات»؟؟.. وكيف كانت النتائج في «منظار» التقييم وهل تعلمنا من الدروس؟؟ وهل استفدنا من العبر؟ وهل نحن راضون عن أنفسنا؟ أم محبطون من واقعنا؟؟ وهل تجاوزنا المحن؟ أم فشلنا في اختبار الزمن؟..
بعد عام انتهى جنينا فيه من الأفراح وسقطنا خلاله في الأتراح وواجهنا فيه العوائق واكتشفنا خلاله الحقائق.. أين نقف وكيف نتوقف أمام عقارب الزمان ونبحث عن الاطمئنان في اتجاهات عيش متداخلة وموجهات تعايش متعاقبة؟؟.. لذا فنحن أمام محطة جديدة ونقطة مديدة تتجه إلى أيام وليالٍ لا نعلم ماذا تخبئ لنا في ساحات الترتيب أو مساحات المفاجأة ولا ندري ماذا سيضاف على رصيدنا الحياتي وماذا سيسحب منه وكيف تسير «بوصلة» الدهر بنا هل نحن أمام شواطئ الأمان أم قرب مكامن الخذلان.!!.
إنها دورة «الزمن» وثورة «الأيام» التي نعيش بين لحظاتها نحسب الساعات ونمضي بين إضاءات «الصالحات» ومتاهات «السيئات» ننكص إلى «ماض» مضى بكل ما فيه ولكننا لا نزال نحصي التبعات والتداعيات بدفع «ثمن» إجباري خلفته المواقف وتركته السوءات.. ونخضع تحت «حاضر» حضر بكل ما فيه ولكننا سنظل نرصد التوجسات والمخاوف بوضع «حذر» اختياري صنعته المواجع وبرمجته الآلام.
نتحين «المستقبل» الذي بات محاطا بسياج «الحيطة» و«الغفلة» معاً وفق ما تمليه علينا «تشكيلات» التفكير أو فرضيات» النسيان» ليأتي «الضمير» معلنا الاستيقاظ بدوافع «الندم» أو التستر بمنافع «الأنا»..
الزمن أيام وأشهر وسنين تبدأ من لحظات سريعة تتشكل في قوالب «دهرية» تأخذنا في أمواج من الظروف وموجات من المصالح بين مد «الخيال» وجزر «الواقع» في هيئة «سلوك» بشري و«مسلك» إنساني يأخذ الإنسان إلى أمن «النجاح» أو خوف «الفشل».
يدور الزمن بالإنسان في المدارات والمسارات فيتباهى بنفسه ويزهو بأمنياته ولا يلبث أن يصطدم بعجز «الذات» وحواجز «الصعوبات» فيكتشف «ضعفه» في أول «اختبار» للصدمات فيرتمي في قعر «المتاعب» ويسقط في «جوف» المصاعب.. لتأتي الأيام في «تشكيلة» مغايرة لتوقعات النفس و«توليفة» متغيرة عن وقائع «التخمين»..
قد تسطو «المبالغة» كثيراً في «نتائج» النجاح فيأتي «الاعتزاز الإنساني» مغلفاً بالغرور أحياناً وبالغطرسة «أحايين كثيرة» حتى تأتي «تجربة» فشل مفاجئة فتمحي كل مظاهر العزة التي تجاهلت مضامين «الإعانة» الإلهية التي كانت «السر» العظيم في كل اتجاهات الإنجاز.
يدفع الإنسان «الثمن» بسنوات عمر انقضت في «الفراغ» التي كان مساحة مخجلة للضياع أو بويلات أسى توالت وسط «الجهل» الذي ظل ساحة متاحة للتخاذل فيرمي البعض اللوم على «الزمن» ويوجه آخرون النقد على «الحظ» ويأتي نوع ثالث ليوصم الغير بالتهم ويسعى صنف أخير ليدين الغافلين بالتسبب.
تتساقط «السنوات» من أعمارنا كأوراق الخريف على «أرضية» الحياة ونرى ذكريات «الزمن» في لوحة تتشكل في عقولنا مع كل «ذكرى» وتتكامل في أذهاننا مع كل «موقف» لنرى الدروب من «ثقب «الذاكرة الذي يحتفظ دوماً بالأصعب والأتعب فنحاول دخول معركة حتمية بين أرصدة السراء والضراء وصولاً إلى «القناعة النفسية» و«الشفاعة الذاتية» بتجاوز المحن واجتياز الفتن.
في دورة الزمن.. من سيدفع الثمن..؟؟ حتما إنه الإنسان كلا وفق ضميره ومصيره.. ولا يستثنى من ذلك مخلوق لأنها حكمة الرحمن التي ظهرت في آفاق الكون جلية وظلت «منهجا» للاستفادة منه والإفادة به في تغيرات المسالك ومتغيرات الأحداث.