د.صالح بن محمد العريني
في 11 مارس 2020، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) قد تحول إلى وباء عالمي. وبسبب ذلك توجس العالم خطراً من هذا الفيروس. ولكن قبيل ذلك، كانت حكومة المملكة العربية السعودية، ممثلة بقيادتنا الرشيدة متابعة عن كثب لهذا الوباء، ومستعينة بالله تعالى وتم اتخاذ العديد من الإجراءات التي كانت سبباً بعد الله في تخفيف آثار هذه الجائحة على الشعب السعودي الكريم. نعم... إنها المملكة العربية السعودية.
راودتني كتابة هذا المقال لأستعرض معك أيها القارئ الكريم بعضاً مما عايشناه جميعاً خلال المدة الماضية، حيث رأينا بأنفسنا الكثير من الأمور التي تدعو للفخر بانتسابنا لهذا البلد الكريم، تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد -حفظهما الله-؛ ولا ننسى الكلمة التي ألقاها مليكنا الغالي على المواطنين في تاريخ 24-7-1441هـ الموافق 19-3-2020م والتي أشار فيها إلى أنه «سنواجه المصاعب بإيماننا بالله وتوكلنا عليه، وعملنا بالأسباب، وبذلنا الغالي والنفيس للمحافظة على صحة الإنسان وسلامته» كما أضاف في ذات الكلمة « أؤكد لكم حرصنا الشديد على توفير ما يلزم المواطن والمقيم في هذه الأرض الطيبة من دواء وغذاء واحتياجات معيشية»، وقد رأينا ذلك- ولله الحمد-. ولا أنسى كذلك المتابعة الدقيقة والدائمة من سمو ولي العهد لجميع مستجدات الجائحة، كما أكد ذلك العديد من المسؤولين في الدولة وعلى رأسهم معالي وزير الصحة د. توفيق الربيعة.
في بدايات انتشار الجائحة في دول العالم المختلفة تداول الناس الكثير من المقاطع المرئية التي تصور تزاحم الناس في متاجر التموينات، وهذا- ولله الحمد- لم نره عندنا أبداً، بل على النقيض، رأينا توفرا في المخزون الغذائي وحرصا ومتابعة شديدة من وزارة التجارة على توفير كافة المستلزمات ومحاربة كافة أنواع التحايل التجاري. علماً أنه خلال الفترة الماضية مر علينا شهر رمضان المبارك الذي اعتاد الناس فيه على التبضع بشكل أكبر. كذلك في بدايات الجائحة تداول الناس صورة لسفارة إحدى دول العالم «الأول» في إحدى الدول الخليجية التي ترشد فيه رعاياها الذين هم عالقون في هذه الدولة ولا يملكون المال، أنه بإمكانهم طلب المال من بيت الزكاة أو من إحدى الجمعيات الخيرية! أما نحن فقد وجه خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- بإجلاء كافة المواطنين العالقين خارج المملكة. وقد رأينا العديد من الصور التي تبعث على الفخر في نفوس جميع المواطنين عند عودة الذين كانوا عالقين إلى أرض الوطن، من أمٍ بكت عندما وصلت، إلى شاب يرفع صورة الجواز السعودي عالياً. نعم... إنها المملكة العربية السعودية.
كذلك رأينا في مختلف دول العالم، مثل إيطاليا وإسبانيا، كيف أن النظام الصحي كان قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، كذلك رأينا كيف أن العديد من الأنفس فارقت الحياة بسبب الجائحة، كما سمعنا ورأينا أن العديد من الأشخاص لن يتمكنوا من الحصول على العلاج بسبب عدم أهليتهم للعلاج، أما لعدم تغطية التأمين أو لكونهم من خارج تلك الدولة. حتى الآن وبعد تعافي العديد من الأشخاص، كثير منهم سوف تثقل كاهله قيمة الرسوم العلاجية التي سوف يدفعها بعد تعافيه من المرض. أما نحن- ولله الحمد-، فلم نرَ ذلك عندنا، بل رأينا استعدادا متكاملا من وزارة الصحة، وكذلك رأينا أنه في دولتنا- ولله الحمد- من أقل النسب للمتوفين جراء هذا الوباء. ولا ننسى كذلك المتابعة الدقيقة من وزارة الصحة لكافة الأشخاص الذين تم تشخيصهم بفيروس كورونا وتوفير كافة السبل والتسهيلات لهم. وكذلك كان هناك دعم لا محدود من القيادة الرشيدة لدعم المنظومة الصحية، بل إنه صدر توجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين بعلاج جميع المصابين بفيروس كورونا من المواطنين والمقيمين، حتى المخالفين لنظام الإقامة. ولا يستغرب أنه بسبب ذلك تقدم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية «د. تيدروس أدهانوم جيبريسوس» بالشكر للملك الغالي،كما أضاف أنه «نأمل أن تحذو دول أخرى حذوكم في القيادة والتضامن». وعلاوة على ذلك فقد ساهمت المملكة العربية السعودية التي تتولى رئاسة مجموعة العشرين لعام 2020م بالعديد من التبرعات لصالح مكافحة وباء كورونا. نعم... إنها المملكة العربية السعودية.
أما من الناحية الاقتصادية، فقد رأينا العديد من المبادرات والحزم الاقتصادية التي من شأنها أن تخفف من وطء هذه الجائحة على اقتصاد الدولة. فقد صدرت التوجيهات الكريمة بتأجيل دفع العديد من الرسوم والتي من شأنها أن تحافظ على عمل المنشآت الصغيرة والمتوسطة. وكذلك صدر الأمر الملكي الكريم باستثناء العاملين السعوديين في منشآت القطاع الخاص من المواد الثامنة، والعاشرة، والرابعة عشرة، من نظام التأمين ضد التعطل عن العمل، ليساهم بإذن الله في حفظ الوظائف للعاملين بالقطاع الخاص. كذلك شمل الأمر الملكي بتحمل الحكومة عبر نظام «ساند»، 60% من رواتب المواطنين في منشآت القطاع الخاص. هذا وقد رأينا في العديد من الدول ارتفاع نسبة البطالة جراء هذه الجائحة، فعلى سبيل المثال، في الولايات المتحدة الأمريكية وصلت نسبة البطالة إلى أعلى مستوى عند 14.7% لشهر أبريل 2020م، وهو أعلى مستوى تسجله وكالة البطالة الفيدرالية، وهذا ولله الحمد لم نره عندنا. نعم...إنها المملكة العربية السعودية.
وفي الختام، كلمة شكر أوجهها لمنسوبي وزارة الصحة وعلى رأسهم معالي الدكتور توفيق الربيعة على جهودهم الرائعة في مكافحة هذا الوباء. ولا أنسى كذلك كلمة شكر خاصة للممارسين الصحيين الذين يعملون في الصفوف الأمامية لمحاربة هذا الفيروس وهم كالسد المنيع لنا جميعاً، أمدهم الله جميعاً بالتوفيق والسداد. ونحن أيضاً لنا دور في محاربة هذا الوباء؛ لذا أذكركم ونفسي بالاستمرار بممارسة الإجراءات الاحترازية التي يوجه بها المسؤولون وأسأل الله سبحانه أن يحفظنا وإياكم من كافة الشرور، وأن يحفظ لنا وطننا الغالي وقيادتنا الكريمة بالخير والعز والتمكين.
** **
الأستاذ المساعد في كلية التأهيل الطبي - جامعة القصيم