يوسف بن محمد العتيق
يلفت النظر أحد الباحثين إلى أن كتب تسجيل التاريخ قديما كانت بعدد صفحات قليلة ومجلدات أقل، فتجد المؤرخ يسجل أحداث سنة كاملة في صفحة واحدة أو صفحتين ذاكرا أبرز حدث وفي الغالب أن الأحداث تدور حول وفاة شخصية مهمة أو معركة نتج عنها قتلى، أو توثيق حالة القحط أو المطر في تلك السنة.
لذا لا تستغرب أن تجد كتاب التاريخ الشهير مثل البداية والنهاية لا يتجاوز مجلدات قليلة مع أنه يوثق آلاف السنين وليس المئات.
وانظر على سبيل المثال تاريخ ابن الأثير أو تاريخ ابن كثير.
حديثي هذا مقدمة لتسجيل الانطباع والتساؤل عن طبيعة عمل المؤرخ اليوم الذي لا يستطيع أن يرتب أوراقه من كثرة الأحداث التي يجب أن يسجلها.
المؤرخ اليوم أمامه عملية شاقة حينما يقرر أن يرصد الأحداث ويسجلها لكثرتها وتشعبها.
اليوم امتزجت السياسة بالاقتصاد والسياحة كما تداخلت مع الرياضة والثقافة، لذا كان العبء كبيرا على كل مؤرخ وموثق لحياتنا اليوم.