إعداد - عارف العضيلة:
سيرة ومسيرة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ هاجد بن وزير المطيري تمثل عصامية فريدة يندر أن تتكرر وكفاحًا صعبًا للغاية. نظهر كافة ألوان المعاناة بكل أشكالها وتفاصيلها. تحمل وصبر وكافح وجد واجتهد. حتى رزقه الله تعالى من واسع فضله وتمكن أن يكون واحداً من أهم رجال المال والأعمال ومن أبرز وجهاء المجتمع.
اليتم والفقر والتعب والمآسي والصعاب والجوع والجهل ليست وحدها أشكال المعاناة التي عاشها. بل هي جزء يسير من سيرته ومسيرته.
نجح المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ هاجد بن وزير المطيري بعد سنوات من الجد والاجتهاد ان يكون واحداً من رجال الأعمال السعوديين البارزين ومن وجهاء المجتمع. حظى بالمحبة والتقدير من مختلف الأوساط الاجتماعية. نظير خلقه العالي وتعامله المثالي مع الجميع دون استثناء.
- المولد والنشأة:
ولد الشيخ هاجد بن وزير المطيري في حدود العام 1945م. في إحدى قرى محافظة مهد الذهب في منطقة المدينة المنورة لم يترب في رعاية والدته أبداً بسبب انفصالها عن والده. ولم يعش في كنف والده التي توفي وهو رضيع.
وتكفل برعايته شقيقه الأكبر..
عاش حياة البادية بصعوبتها ومعاناتها وآلامها..
لكن آماله وتطلعاته كانت كبيرة وعريضة.
لم يحتمل الجوع والألم. فغادر إلى الرياض وحيداً وهو لم يكمل ثلاثة عشر عاماً بحثاً عن الوظيفة وهرباً من الجهل والفقر والجوع.
- الحياة العلمية والكفاح:
كانت الرياض يومها كبيرة وكبيرة للغاية في عين الشيخ هاجد بن وزير المطيري.. وتناسب آماله وطموحاته..
بدأ بوظيفة عسكري في الحرس الوطني بومها في مطلع ستينات القرن المنصرم.. ولم يكتف بل لأن طموحه عال حاول كثيراً وكثيراً أن يحسن أوضاعه.
وبعد أن انتصر على الجوع والفقر.. دخل معركة أخرى ضد الجهل.. وبدأ الدراسة كبيراً.. لأنه كان ذكياً بالفطرة فقد استوعب المناهج الدراسية بسرعة. وبعد حصوله على الشهادة الدراسية التي لطالما حلم بها.. وقرر مواصلة دراسته في معهد الجوازات التابع لوزارة الداخلية هذه المرة..
وبعد نجاحه وتخرجه انضم إلى قطاع الجوازات وعمل في مطار الرياض الدولي..
ومجدداً لم تتوقف آماله وطموحاته وخاصة وهو قد اقترب من إنهاء العقد الثالث من عمره.. عمل في عدة أعمال لتحسين وضعه الحالي..
- الرحلة الأهم:
وبعد سنوات من الجد والاجتهاد والعمل حيث كانت البلاد تعيش أول أيام طفراتها الاقتصادية التنموية الأولى.. شعر الشيخ هاجد المطيري أن المرحلة تستوجب أن يكون مساهماً في الحركة التنموية.. كواجب وطني.. إضافة إلى أنه أدرك بعقليته الواعية.. والطموحة إن هناك العديد من الفرص الاستثمارية الكبرى التي قد ولدت وتنتظر من يحتنصنها..
وانطلق بشكل مباشر وفوري برفقته بعض أصدقائه وأقاربه لتأسيس مشروعهم الاستثماري..
حيث وضع (تحويشة) عمره وجميع ما أدخله من أموال طوال سنوات التعب في هذه الشراكة..
كان هذا المشروع يحقق متطلبات المجتمع وحاجات الوطن.
فالوطن يشهد حركة عمرانية كبيرة ونشطة.. وكان المشروع يحقق هذه المطالب.. لذا كان النجاح حليفه.
كان الشيخ هاجد بن وزير المطيري من المساهمين في التنموية العمرانية الوطنية.. ويشهد الجميع انه عمل بأمانة وإخلاص وتفانٍ.. وكان مثالياً في متابعة العمل في الميدان.. ويقف بشكل مباشر مع العمال في المشاريع العمرانية.
- الانطلاقة الأخرى:
بعد سنوات من الشراكة الناجحة.. قرر الشركاء فض شراكتهم بالتراضي والتفاهم والمحبة والتقدير.
لينطلق الشيخ هاجد المطيري في رحلة أخرى من النجاحات المتتالية. والنموذجية..
ليركز نشاطي الاستثمار العقاري والاستثمار في تجارة السيارات. ليكون بعد سنوات قليلة واحداً من أهم المستثمرين في هذه القطاعات.
- الأسرة:
لم تشغل الحياة الشيخ هاجد المطيري عن شؤون أسرته فقد كان متابعاً وحريصاً جداً على أبنائه وبناته. وكان قريباً جداً منهم.. وكان دائماً يردد (أن الاستثمار الأهم هو ليس في الأموال والأصول بل في الأبناء). حيث حرص على تربية أبنائه وتعليمهم..
كما لم يبتعد الشيخ هاجد عن أبناء مجتمعه. بل كان قريباً من الجميع. يمد يد العون والمساعدة للمستحق ويشفع لكل طالب شفاعة.. ويقوم بالنصح لمن يطلب النصيحة.
قدره الجميع وأحبه الجميع.
- الوفاة والإرث الطيب:
انتقل الشيخ هاجد المطيري إلى رحمة الله تعالى في أواخر عام 2017م.. تاركاً خلفه أرثًا طيبًا من السمعة العالية والمكانة الاجتماعية الرفيعة. ومحبته ووفاء الجميع.
سنوات من التعب والمعاناة تحملها صابراً محتسباً حتى كتب الله له النجاح.
وبدون أدنى شك فإن مسيرته نموذج من العصامية تستحق أن تقرأ بعناية ويستفاد منها.