لعل ما صار من خير الشدائد ما تمخض عن كشف المستور وفضح الفاسدين والمفسدين من مسؤولين دأبهم الاستحواذ على ما يُدفع من معونات هدفها رفع المعاناة عن المستحقين في لبنان وفلسطين لتوفير أسباب الحياة والعيش الكريم لهم، كما أشارت إلى ذلك الصحيفة الأمريكية (واشنطن بوست) التي ذكرت أن ودائع زعماء لبنان في البنوك الأوروبية تبلغ ثمانمائة مليار دولار في الوقت الذي تهدد فيه المجاعة الشعب اللبناني، وهو على حافة الإفلاس. فإذا كانت هذه حال الزعماء في لبنان فما بال من هم على شاكلتهم من الفلسطينيين؟ مستجدات كشفت المستور وفضحت الفاسدين، وتحتاج من دول المنح والمساعد إلى إعادة النظر والبحث عن طرق أخرى، تتيح وصول الأموال إلى مستحقيها من الشعبَين اللبناني والفلسطيني، وحجبها عن غلاة الفساد والمفسدين من تجار الشعارات والولاءات المشبوهة، ممن شأنهم نهب المعونات، والإثراء على حساب المغلوب على أمرهم، ممن يُظهرون خلاف ما يبطنون. ويُقال لهم ومَن هم على شاكلتهم: كفى عبثًا ومتاجرة بمعاناة اللبنانيين والفلسطينيين.