السؤال موجّه لنوعيات نلقاها في شوارعنا لدرجة أنه لا يمرّ يوم دون أن تقع على أحدهم..!
فهم -مع الأسف والأسى معًا- فئة معروفة بقيادة مركبتها برعونة تجعل المرء يأخذ حيطاته كل الوقت، لدرجة أنها بلغت مذمة القاصي والداني، وكأن لسان صنيعها:
لنا (الطريق) دون العالمين أو القبر
عذرًا «أبا فراس»، ثم لو تمحصت بقولهم عمن اعتاد الهجاء.. - من الشعراء-:
كم في المقابر من قتيل لسانه
فكذلك هناك- بالمقابر- من قتيل تهوّره بالقيادة، أو قد اجترّ للقبر غيره بذات السبب.. فهم من تعرفهم بسلوكيات يقترفها عليك..
وأنت بطريقك في أمان الل.ه
فلا أدري هذه النوعية هل تحولت الطرقات عندها ولا أخال غالبكم إلا مثلي متسائلاً: هل تحوّلت الشوارع إلى حلبات سباق، أم أن الوقت عندهم من ذهب، أم مضطرة لأن بين يديها حالة إسعافية، أم...؟، أسأله لو استعرضتها قد لا تنتهي.
والذي يزيد من الطين بلّة ما إن يقع لأحدهم وفق تصرفاته الحمقاء -لا سمح الله- حادث أو إشكال، إلا وأتاك مستعطفًا.. متشفعًا لساحته بحبابتك، أو مستمطرًا رحماتك ونزل تعطفه، مع تقديم أدنى درجات الكرامة وأغلظ الإيمان أنك أن تجاوزت عنه ألا يعيد صنيعه مرّة أخرى..
فقط - عساه ينفذ من العقوبة، وأخبرك أنك إن صنعت فسيعيدها، ولا غرو فمن أمن العقوبة ولقى ذاك (السمح) فلن يرعوي..
وهنا لعلي أهمس بأذن ذاك الطيب - يا الحبيب ترى طيبتك هذه ليست في مكانها، والعاقل خصيم (وعيه).. ولا أقول خصيم نفسه..
والله ما لا أحتاج به للقسم أن مثل هذه التصرفات تؤذي.. تجرح.. إلا ويُلحق فاعلها بدعوة، أو أدنى مذمّة على من رباه، فضلاً أنها لا تنبئ عن تحضّر وحتى أولئك الذين قد تعتذر لهم -كما تقدم- وجه ما قد تقبل به تصرفهم، لأنهم سيلقون من يلومهم -وهذا حقّه- بـ لماذا لم يخرج بدري؟، أي لماذا لم يحسب حسابًا ...الخ، بدلاً من اللجوء لهذا التصرف الأرعن وعلى هذا فقس.. كما وضع في حسبانك أن هناك فوق من يلوم ويعتب، فهو يدعوا علي...!
وهنا تعالوا لننظر في (وجوه) من تلك التصرفات، كنماذج:
1 - يدخل أنف سيارته بين سيارتين.. في قمة الزحام، وبلا استئذان!
2 - أفضل منه من يستأذن لكن مع الأسف أن من يأذن له يعطيه بعض ما يملك والدليل أن السيارات التي خلفه لها من أجزاء هذا الحق ما يقسم عليهم (أي يجب أن يستأذن كل من خلفه) قبل أن يأذن له..
ولمن يغالبهم الحبابة ننبه..
اعلم أن السر ألا تملك البت به (فهو قسمة بينك وكل من خلفك) ويلزم استئذانه، وإذا كان الأمر متعثرًا، أو صنعه آثر على نفسه، فعليه أن يخرج من السرا ويعطيه (دوره)..
3 - تجده عند الإشارة حمراء يقف في مسار (ما يُسمح بالدوران)، لأنه بعد الإشارة سينعطف للشمال، فيوقف كل من لهم حق الاستفادة من دوران ريثما تفتح الإشارة.
4 - تقترب من الإشارة الحمراء فيكون مسارك أقل سيارات فإذا من شمالك أو عن يمينك قد انعطف لمسارك ليغنم هذه المزية...
5 - أكبرها حين تكتظ السيارات فيتجاوز من اليمين، والعجيب أن منهم من هو على ذات وتيرة سرعته..
6 - وأنتم أتمّوا النماذج التي تصادفونها من عبث أولئك.
وهنا أكرر أن من حقك إيقاف من يقوم بها.. لتسأله سؤالاً بريئاً: يا هذا!، هل وقتك من ذهب؟، أو إثقال المسؤوليات التي على ظهرك أثقل من التي علينا، أو...!
لأن الوقت الذي يصرفه بالطريق أغلى ما لديه ولو تبعت محطة ما يرنوه لوجدته أمام استراحة زملائه.. أو تجده لربما ذهب لمباراة قبل ساعة من وقتها وأكثر!، فهي من هذا القبيل..
أي النوعيات التي تجزم أن (أغلبهم) حتى لا أشطط على فرادى، ممن يروم أن يلحق رحلة طيران، أو طبيب على عجل استدعي للمشفى. وأمثال ممن تعذّر لهم بالفعل والدليل أن لأولئك منحى تعرفه في (لحن) صنيعهم!!
فهي لا تحسب حسابًا للآخرين (فضلاً عن أدنى السلوكيات) التي لا تنم إلا عن مستوى من الأدب - وسامحوني على المبالغة- مؤذ ظواهره..