(خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي)؛ [رواه الترمذي 3895]، هكذا ورد على لسان خاتم الأنبياء والمرسلين، المبعوث رحمة للعالمين؛ سيدنا، ومعلمنا، وقدوتنا، وحبيبنا، محمد بن عبدالله؛ صلوات ربي وسلامه عليه، كما ورد عن عائشة رضي الله عنها، والأحاديث في هذا الشأن كثيرة، وأكتفي هنا بالوقوف إزاء أحدها، وهو عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَكْمَلُ المؤْمِنِينَ إِيمَانًا، أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُهُمْ خِيَارُهُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقاً) [رواه الترمذي 1082] وصححه الألباني.
معانٍ عالية تسكن الروح، وتعانق الوجدان، وتملأ العين سعادة ورضا، معانٍ تحملنا على جناح الحب إلى حياة راقية تتجلى فيها معالم البهاء والرفعة والهناء، معانٍ كبيرة تتقزم المفردات أمام وصف كمالها، معانٍ واضحة جلية تشع نوراً بين أيدينا وأمام أعيننا، ومع كل ذلك، لست أدري كيف لا نقرؤها، ولا نستوعبها، ولا نجعلها سراجاً يضيء لنا الحياة.
وإني إذ أمعن التأمل في قوله عليه الصلاة والسلام: (أَكْمَلُ المؤْمِنِينَ إِيمَانًا، أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا...)، لأهتف داخلي:
«الله أكبر»؛ ويا لهذا السرد ما أقربه إلى النفس!!
«الله أكبر»؛ ويا لهذه المهمة ما أسهلها!!
«الله أكبر»؛ كيف تُبرز هذه الكلمات القليلة القيمة الحقيقية لحسن الخُلُق!!
«الله أكبر»؛ وصلوات ربي وسلامه عليك يا حبيبي يا محمد يا رسول الله وأنت تُلحق تلك المعاني وتربطها بالقول: (... وَخِيَارُهُمْ خِيَارُهُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقاً)!!
أما العبرة؛ فأظنها باتت واضحة لا تحتاج لمزيد إطالة، لكني فقط أهمس بكل جوارحي أن:
طوبى لرجلٍ يضع زوجَه المكانة العالية الرفيعة التي تستحقها؛ فيوليها وأهلها وُسْعَهُ من الاحترام والتقدير والإكرام،
طوبى لهكذا رجل، وأشهد الله أنه كريم خصال وجدير بأن تشرئب له الروح اعتزازاً وإجلالاً.
أما من يتجرأ على زوجِهِ، فيتسبب في إهانتها، وإذلالها، وإكراهها، وحرمانها من أبسط حقوقها، فأقسم أنه عبءٌ مخزٍ على معاني الرجولة وعلى المجتمع بأسره، ولا أسف أبداً على خلعه.