عبده الأسمري
تزود بالمعارف فأضاء «المشارف»، واعتلى «المنصات» فزاد بريقاً وازداد وميضاً.. فكتب سيرته الذاتية من «عمق» الطموح إلى «أفق» الصروح.
بين الإلهام والمهام.. كون جملته الأسمية من مبتدأ «الأثر» وخبر «التأثير» فكان «عريس» الثقافة و«أنيس» الأدب.. ورفيق «المهنية» وحقيق «الرؤية».
سليل «أصالة» وأصيل «سلالة».. استخرج ناتج «الحاضر» من قسمة «الماضي» على «المستقبل» فكان «رقمًا» صحيحاً في «معادلة» الواقع واقفاً كالطود القويم أمام التحديات والمتغيرات.
أنه مندوب المملكة الدائم لدى منظمة اليونسكو سابقًا، المستشار والكاتب الدكتور زياد الدريس أحد أبرز الأسماء الثقافية والوجوه الاعتبارية في الوطن.
بوجه «نجدي» باسم الملامح.. حاسم المطامح.. وعينين نضاختين بالتفاؤل وتقاسيم مألوفة تميزها «ابتسامة» مستديمة تتشكل على محيا فاخر الحضور يتشابه مع والده، ولحية خليطة بين البياض والسواد وهندام أنيق يعتمر الأناقة الوطنية المرسومة بإتقان وصوت جهوري يأتي كعزف «أدبي» تتقاطر منه «مفردات» الفصاحة وتتسطر فيه «انفرادات» الحصافة، ولغة متزنة تملؤها «العبارات» المنتقاة من الابتكار وتكسوها «الاعتبارات» المستوحاة من الاعتبار قضى الدريس من عمره عقوداً وهو يقيم «أصول» المعرفة على أرضية «التطوير» ويؤسس «أركان» التطور على دروب «الخبرة» فكان «سادن» التأليف و«خازن» الألفة الذي جنى «غنائم» المعاني وحصد «مغانم» التفاني فكان «أسمًا» معروفاً في «حقائق» المعاني.. ووسمًا «مألوفاً» في «وقائع» المعالي..
في الرياض وُلد وتفتحت عيناه صغيراً على مضامين «السكينة» في أحضان والده ورياحين «الطمأنينة» في حنان والدته وانخطف باكراً إلى «مشاهد» الشرف في مجلس أبيه وهو يوزع «التجارب» ويوظف «المآرب» مفصلاً لطفولته «جلباب فضاض» ارتدى «اليقين» وظل يراقب مجاميع «الفلاح» وهي تنشد العلم في عقر دارهم ويرتقب جماعات «الكفاح» وهي ترفع الهمم في أرجاء حارتهم. مشفوعاً بإرث عائلي وتراث أسري جعلاه يبدأ أولى خطوات «المسؤولية» وينسج أعلى درجات «المساءلة» بحثًا عن «هواية» النفس وشوقاً إلى «هوية» الذات.
اجتاز الدريس مراحل التعليم العام بتفوق حاضر وتذوق ناضر، والتحق بجامعة الملك سعود ونال منها بكالوريوس العلوم عام 1986، ثم طار إلى روسيا ونال الماجستير في سوسيولوجيا الثقافة عام 2002، ثم حصد الدكتوراه في التخصص ذاته.
التحق بعدها بوظيفة أخصائي مختبرات جنائية بوزارة الصحة من 1988-1997، ثم تولى منصب رئيس تحرير مجلة المعرفة من عام 1997-2006، ثم نال الثقة بمهمة المندوب الدائم للمملكة في منظمة اليونسكو من عام 2006-2017 وأختير نائب رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو بالانتخاب من 2011-2013 ورئيس الخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية من 2013-2016، ثم مستشار وزير التعليم للتعاون الدولي بمرتبة وكيل وزارة قبل تقاعده عام 1440، ويشغل حاليًا مستشارًا غير متفرغ لدى مؤسسة الموهوبين، وعمل مستشارًا إعلاميًا غير متفرغ لوزارة الشؤون الإسلامية من 1998-2001، ومستشارًا ثقافيًا غير متفرغ لوزارة الثقافة من 2006-2009، ومستشارًا غير متفرغ بمكتب التربية العربي لدول الخليج منذ عام 2009، صدرت له عشرة مولفات مميزة في شتى الاتجاهات، وامتهن الكتابة الصحفية المنفردة في صحف عدة. ومثل الوطن في عشرات المناسبات والمشاركات والمؤتمرات، وتم تكريمه بميدالية فلسطين ودرة الاستحقاق اللبناني وميدالية اليونسكو الفخرية وغيرها.
اكتظت ذاكرة الدريس بشرف وفخر ظل فيه سائراً بين قطبي أمتنان وعرفان صنعاه له والده الأديب الشهير عبدالله الدريس وشقيقه الأكبر الصحافي أدريس الدريس.. فدرس على أيديهما تفاضل «العزيمة» وتدارس معهما تكامل «الشكيمة» فتكونت في ذهنه «مطامح» السمو المهني.. فأمتطى «صهوة الجد» مزوداً بسطوة «الوعد» لينال حظوة «المجد» ويبقى «ثاوياً» في أهل «العزائم»..
بذاكرة محفوفة بميراث «الكبار» المتشعب من أصول بلدته الصغيرة «حرمة» وثنايا الأمجاد في سدير مروراً باستذكار طفولة «لافتة» قضاها في رحلة الشتاء والصيف بين ليالي نجد ونسائم بيروت ولندن في إجازات العائلة ومكوث في حضرة «الصقيع» بحثاً عن العلم وسط موسكو وحضور رسمي فاخر في منصات «الاحتفاء» وأمام ومضات «الصفاء» في ميادين باريس وعودة إلى حضن «الرياض» للإقامة في ضيافة «البيت الأول» كانت رحلة زياد التي قضاها حاملاً «زاد» اليقين متأبطًا زوادة «الحنين».. ليكمل المشهد الذي لا يزال يرسم خطوطه الخضراء بوطنية صادقة ويثبت حدوده «العصماء» بمهنية صامدة ليكتب للأجيال «مناهج» الوفاء ويبقى للوصال «وشائج» الاستيفاء..
زياد الدريس «اسم» مختصر لحديث ذي شجون عن رجل «دولة» وعقل «مرحلة» وبطل «جولة» تسبقه «فلاشات» الحضور وتعقبه «شاشات» الاستحضار...