فهد بن جليد
الشيف الفرنسي الشهير «ألان دوكاس» يقول إن الأكل في المطاعم «أيام كورونا» التي نعيشها أكثر أمانًا من تناوله وإعداده في المنزل بسبب مخاوف الذهاب للتبضع، وأخذ منتجات تعاقبت على لمسها الكثير من الأيدي، بينما تتقيد المطاعم بتدابير واحتياطات التباعد والسلامة الغذائية. قد يكون للسيد «دوكاس» ما يبرر رأيه تبعًا لمصالحه الشخصية بوصفه مالكًا لسلسلة من المطاعم. وهنا أذكر مقالاً، كتبت فيه قبل سنوات عدة عن نتائج علمية، تؤكد أن إعداد الطعام وتناوله في المنزل «يطيل العمر». الناس خلال الجائحة تعلموا الطهي المنزلي وفنونه، وتسابق الأزواج على منافسة زوجاتهم في إعداد الوجبات الرئيسة، والتفنن فيها. من خلال «تجربتي الشخصية» أستطيع التأكيد أن إعداد وجبتك بنفسك هو حياة أخرى، ولذة كانت غائبة عني سنين طويلة، كنت فيها أنظر بتعجب إلى شخصيات لها مكانها وقيمتها ومنزلتها، ولم أكن أفهم إصرارهم على إعداد وطبخ بعض وجباتهم بأنفسهم خلال نهاية الأسبوع أو عند السفر، ولم أعرف لذة ومتعة ذلك إلا بعد أن أجبرتني «كورونا» على تعلُّم أساسيات وفنون «الطبخ».
صحة ومزاج أفراد الأسرة يتحسَّنان كلما تناولوا «الطعام المطبوخ» داخل المنزل بشكل جماعي لأكثر من 5 مرات أسبوعيًّا. عائلات أمريكية بدأت الاتفاق على تحديد «وجبة واحدة»، يتم تناولها مع أفراد الأسرة أسبوعيًّا. الأمر يتعلق - إضافة للصحة والتغذية السليمة والمفيدة - بملامح الجمال والرضا، وصفاء الذهن، والبشرة. تناول وجبة واحدة في الأسبوع قد يؤثر في الطول والوزن وكتلة الجسم؛ فالعلاقة بين الصحة وتناول الطعام المنزلي طردية، يمكنك التوسع فيها بالاطلاع على دراسات جامعة «هارفارد» وغيرها قبل الذهاب للمطعم واتباع نصيحة الشيف أعلاه.
وعلى دروب الخير نلتقي.