عبد الله باخشوين
** (المحزاة) عند الحضارم.. هي (اللغز).. أو (الحزيرة- الحزورة). و(حزر) في (معجم المعاني الجامع) أحد تعريفاتها: (حزر الشيء): (قدره بالتخمين أو الحدس).
وهي (أحاجي وألغاز) و(لغز في كلامه)- لم يبينه.
و(ألغاز)-كلام مشكل غير مبين.
وجحر الضب والفأر و(الجربوع) ومايعمي من كلام.. هي: (ألغاز).
اما (الأحجية) فهي (تعقيد) مسألة تتطلب حسابات رياضية..وتشكيل منطقي يؤدي للحل.
طبعاً كل هذا الذي تقدم منقول عن (معاجم اللغة العربية).
وفي المعجم-أيضاً... (محزاه)، كلمة يمنية..تعني (لغزا)
خلاصة القول إن (هذا الكلام) ليس معنيا..بالغاز الذي يريد (التركي) أن يثير فتنته بال (تنقيب) عنه في (شرق المتوسط).. ولايتحدث عن رواية الكاتب السعودي (عبدالرحمن منيف) التى تحمل نفس الاسم..
لكنه نوع من حديث (الذكريات) عن السمر مع أبي..الذي كان (يختبر) ذكاءنا بـ(ألغاز).. نسيتها ولم بيق منها سوى لغز وحيد عن (البنت) أو (الابنة).. وقد اعتاد أن يرويه لما كانت الألغاز تروى عندهم في حفلات السمر.. وكل (محزاه) لها مقدمة (تقليدية) تبدأ هكذا:
- (ياحاز... محزيك... من محزاة... وأنت أحزها)..؟!
أما (المحزاة) فتقول:
- (حبة البن... ف..المحماس... حمستها... وأعطيتعا... فور... ف..الكعدة (الدلة)... ولاذقتها)
والمعنى أن (البنت) بعد اكتمال تربيتها تذهب لزوجها.. وفي كل الثقافات يأتي ذكرها بهذا المعنى، وقبل سنوات ليست بعيدة كتب الشاعر المصري الكبير صلاح جاهين عن ابنته قصيدة جميلة غناها الفنان محمد منير.. يقول مطلعها:
- (يابنتي يام المريلة كحلي
ياشمس هله وطله م الكولة
لو قلت عنك ف الغزل قولة
ممنوع عليا ولا مسموح لي)
أما أنا فقد كنت أرى في ابنتي (توتا) مالم أجده سوى في أمي..من حنان ورعاية واهتمام..بل إنها صديقتي وكاتمة أسراري أيضاً.. وهي ميزة فى (البنات) قد يشترك فيها-معي- كل الآباء أو معظمهم.
أما أغرب ما في أمرهذه (الهدرة) فإن دافعها الذي ذكرني بها ودفعني لكتابتها.. فهو خبر ورد حديثا عن (التركي) الذي أعلن أنه آخذ في (التوسع) في (التنقيب) عن الغاز في (شرق المتوسط).. دون أن يولي التحذيرات (الدولية) أي اهتمام.. وأصبح يطلق على (حوض المتوسط) كلمة:- بحرنا.