صيغة الشمري
نشرت وكالة الأنباء السعودية (واس) قبل أيام عدة خبرًا صغيرًا، قد لا يبدو مهمًّا. دعونا نقرؤه سوية:
«أوصت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة بضرورة الحرص على شراء التوصيلات الكهربائية الحاصلة على علامة الجودة السعودية. وقالت (المواصفات)، عبر حسابها في (تويتر)، إن هذا الحرص في الاختيار يهدف إلى منع وقوع الكوارث والحوادث المأساوية. وتهيب (المواصفات السعودية) بجميع المصنِّعين والموردين للتقدم بطلب الحصول على علامة الجودة لمنتجات التوصيلات الكهربائية عبر الخدمات الإلكترونية في موقعها الرسمي» انتهى الخبر.
الذي يلفت الانتباه في هذا الخبر هو: لماذا يتم السماح بدخول التوصيلات الكهربائية التي تسبِّب الكوارث والحوادث المأساوية؟!
لماذا يُترك للمصنِّعين والموردين حرية الحصول على علامة الجودة على حساب أمن وأمان المجتمع؟!
خبر يفتح عشرات الاستفهامات التي تحتاج لحلول واضحة وجذرية لمنع المزيد من الكوارث والحوادث المأساوية، على حد تعبير الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة. لا بد من تكاتف جميع الجهود لضمان سلامة الجميع، سواء بين المواطن أو المقيم من جهة، والجهات ذات العلاقة من جهة أخرى؛ لمنع مشاهدة كوارث كان يمكن منعها بالقليل من الوعي والالتزام والضمير. لو أن كل مواطن امتنع عن شراء أي منتج لا يحمل شعار هيئة المواصفات والمقاييس والجودة لامتنع جميع المصنِّعين والموردين عن إغراق الأسواق بمنتجات رديئة على حساب سلامتنا، ولهرولوا نحو الحصول على تزكية من هيئة المواصفات. كثير من الحرائق المدمِّرة التي نراها - في الغالب - يكون سببها عدم حرصنا على مستوى جودة المنتج. كما أن هذا الخبر الصغير يكشف عن وجوب فرض قوانين صارمة وملزمة على جميع الموردين والمصنعين في عدم توزيع أي منتج في الأسواق دون أخذ تصريح من هيئة المواصفات، وفرض عقوبات أشد على من يقوم ببيعه. هناك قوانين بسيطة، تمنع الكثير من الكوارث التي قد تكلفنا الكثير من الخسائر البشرية والمالية. طالما هذه القرارات الصارمة ما زالت غير مقرَّة سيظل يساورني شك كلما رأيت حريقًا هائلاً بأن سببه توصيلة كهرباء رديئة!