عطية محمد عطية عقيلان
يوجد في العالم آلاف اللغات الحية واللهجات المحلية، وهذا يمثل صعوبة وعائقا في التواصل بين مختلف الثقافات، لذا تحرص المدارس على تعليم طلابها لغة إضافية تسهل تواصلهم مع العالم وترجمة ثقافات أخرى لنستفيد منها.
لكن هناك لغة سهلة سلسة ومؤثرة بشكل إيجابي ويجيدها جميع سكان العالم وليست بحاجة إلى ترجمة، لغة واضحة مفهومة بدون كلام تفتح القلوب وتنثر السعادة وتشيع جوا من الارتياح والبهجة، إنها لغة «الابتسامة» وهي بدون حروف أو كلمات لكنها تحكي الكثير وتبعث إشارات مفرحة وتلين العقول الصعبة بما ترسله من علامات المودة والمحبة والعطف وما تحمله من مشاعر الطمأنينة والسعادة والراحة عند تلقيها، وهي لغة اللطف العالمية بدون وسيط أو مترجم ولا تحتاج نطقا صحيحا وسهلة الإتقان ولا تتطلب مهارة أو مستوى تعليميا أو اقتصاديا معينا، فقط ارسمها على محياك لترى أثرها السحري والسريع على الآخرين بمزيد من القبول والألفة والفائدة النفسية عليك وكما يقول المثل الصيني «كل ابتسامة تجعلك أصغر بيوم»، بها تتجمل وتدخل قلوب الناس وتجلب مودتهم وتجذب مشاعرهم، وهي غير مكلفة أو تتطلب تعليما إضافيا أو مهارة خاصة أو عمرا معينا فقط ارسمها على محياك وامنحها الآخرين واحصد نتائجها الإيجابية، ومن المقولات الجميلة للأمريكية روزالين فوكس «الابتسامة أقل كلفة من الكهرباء ولكنها أكثر إشراقا». فهي وسيلة للتواصل الاجتماعي يفهمها الجميع ، لكنها تحمل رسالة إنسانية تدل على سمو وصفاء ونقاء صاحبها وتمنحه الأجر والمثوبة، فقد روي عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تبسمك في وجه أخيك لك صدقة) رواه الترمذي، فرغم بساطة ويسر الابتسامة إلا أن أثرها كبير في نشر الألفة والمحبة بين الناس وأجرها عظيم وعائدها عليك كبير، فلنجتهد جميعا على تفعيل الابتسامة وطلاقة الوجه لنبعث رسائل سلام وطمأنينة لمن حولنا وكما يقال أقصر طريق للتعارف بين البشر هي الابتسامة عند البداية في السلام ولتكن هي المفتاح الذهبي مع كل من نقابل ونعامل. وتعجبني مقولة الروائي والقاص البرازيلي باولو كويلو «أول شيء تفعله في الصباح ابحث عن شخص يجعلك تبتسم لأن الابتسامة دائما ما تصنع يوما أفضل» ولأن السلوك الإنساني معد ويتأثر بأفعال الآخرين فلنحرص على التقاط عدوى الابتسام والتفاؤل والسعادة، ويقول الكاتب الأمريكي الساخر مارك توين «إن السعادة تتحرك باتجاهك في اللحظة التي تبدأ فيها ضخ السعادة باتجاه الآخرين» فكما تمنح ابتسامتنا الآخرين الراحة والود والسعادة أيضا تعود بنفس المشاعر وأقوى منها أحيانا، والابتسامة إشراقة للنفس الجميلة التي تهب للمساعدة ومسح آلام الآخين وتنشر الأمل وتمنحهم السعادة، كل ما علينا تذكره أن ابتسامتنا مفيدة لنا صحيا ونفسيا ودينيا وتدرب عضلات وجهنا لتبقيه مشدودا شابا فنتعود عليها ولنجعل الناس ترى أسناننا قبل أن نفقدها ولتكن الابتسامة من صفاتنا الملازمة لنا، ولنطبق في حياتنا وعلاقاتنا المثل الصيني «إذا كنت لا تستطيع الابتسام فلا تفتح دكانا».