فهد بن جليد
طلاء الأسنان «بمادة جسيمات» تمنع التسوس وتحافظ على بياضها في سن مبكرة وحتى الوفاة، بديل علمي جديد اكتشفه العلماء مؤخراً، ويتوقّع أن يكون هبَّة جديدة لعمليات تجميل الأسنان على طريقة «ابتسامة هوليوود»، مشكلة «طلاء نانوي» الذي يمنع تآكل الأسنان وتسوسها، أنَّه قرار يجب أن يتخذ مبكراً في بداية عمر الطفل، من خلال وعي الوالدين بأهمية الحفاظ على أسنان المولود، فشروط الاستفادة من الاكتشاف العلمي الأخير تجعلنا أمام حقيقية سلوكية واجتماعية، بأنَّ ذهاب الأشخاص إلى عيادات التجميل اليوم بكثرة، ما هو إلا نتاج إهمال التدخل المبكر في «مرحلة ما» من العمر من قبل المحيطين، لذا يجب تدارك الأمر والتدخل لمساعدة أي طفل الآن يحتاج لتخفيف وزن أو حفاظ على أسنان أو إجراء عملية تجميلية مبكرة في هذه السن، تمنعه من معاناة كاملة لمواجهة «المجتمع وأطباء التجميل» معاً عند الكبر.
برأيي ليس كل من يعمل في عيادات التجميل اليوم هم أطباء تجميل، هناك خبراء يعتقدون أنَّ من واجبهم العمل بشكل متكامل لتقديم صورة أجمل -أو هكذا يوهمون-كل مريض، يجد نفسه ملزماً بالحصول على «بكيج» تجميلي مُتكامل بسعر فلكي وخيالي يضمن به الطبيب مستقبله، «شيء منه» علاجي، ومعظمه تجميلي على طريقة «الفيلر والبوتكس» وبقية القائمة المعروفة.
الرياض وحدها تستحوذ على 49 بالمائة من حجم سوق التجميل العالمي، إذا ما علمنا أنَّ السوق السعودي بشكل عام يستحوذ على 70 بالمائة من حجم السوق العالمي، هذا الرقم المخيف جداً يستحق التأمل ومعرفة الأسباب، التي أعتقد أنَّه يأتي في مقدمتها «الأسباب النفسية» لا المرضية، نتيجة التأثر بالإعلانات الكاذبة التي يقودها للأسف مشاهير الفن والتواصل، مع توفر القوة الاستهلاكية بتتبع خطوط الموضة ووسائل التجميل السريعة والفورية، ليس لقبح المظهر أو العيوب الجينية المتوارثة أو عدم الاهتمام بالأناقة، وهذه نتائج تتعارض مع حقائق طبيعية يتفق حولها الجميع، بارتفاع مستوى (الجمال) الذي حبا الله به المرأة السعودية -حفظها الله وصانها- ما يدل على أنَّ الموضة والبحث عن صورة معينة هي المعضلة الحقيقية، إذا ما استثنينا نسبة ضئيلة تعتبر الخطوة «حاجة علاجية» وليست كمالية، ستنخفض مستقبلاً عند التدخل المبكر على طريقة «طلاء نانوي».
وعلى دروب الخير نلتقي.