مها محمد الشريف
تحقيق السلام في الشرق الأوسط وحل قضية فلسطين على أساس عادل يعدان معضلة مزمنة فما أن يفتح باب للوصول للسلام إلا ويغلق، إما من الكيان الإسرائيلي كعادته الذي يماطل بالحلول ويعمل على الوصول للسلام دون مقابل أو من أطراف تتاجر بقضايا المنطقة منذ عقود كبعض القوميين العرب والأتراك والإيرانيين والمؤدلجين مثل بعض التنظيمات السياسية الدينية التي لا تريد حلاً وتعد اللا حل هو السبيل لتحقيق المكاسب الذاتية التي ينشدونها.
في هذا السياق ومع تطور الأحداث في المنطقة قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان: «إن المملكة ترحب بالجهود الرامية لتعزيز السلام في المنطقة، ومنع ضم الأراضي الفلسطينية، كما أكد الوزير خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني هايكو ماس في برلين، التزام الرياض بالسلام على أساس خطة السلام العربية».
من هنا تؤكد المملكة تمسكها بثوابت القضية الفلسطينية ومبدأ السلام العادل وكيف يكون، القائم على المبادرة العربية ومقررات الأمم المتحدة التي نصت على حقوق الفلسطينيين والعرب وأن الالتزام بتحقيقها هو السبيل للسلام ومن أبرز هذه الحقوق والمطالبات أن تكون القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين مع الانسحاب الإسرائيلي إلى حدود الرابع من حزيران 1967، وهذا يعني إعادة الجولان لسوريا وأي أراض لدولة عربية احتلتها إسرائيل مقابل السلام مع العرب بشكل جماعي.
وأكد أيضاً الوزير: «التزام السعودية بالسلام على أساس خطة السلام العربية والقرارات الدولية التي تسمح للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة واتخاذ القدس الشرقية عاصمة لها».
وأضاف: «كما نرحب بالجهود الرامية لتعزيز السلام في المنطقة، فنحن نشدد على أن الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب لضم الأراضي الفلسطينية غير شرعية وتعرقل فرص تحقيق السلام الدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين». وكل ما تفضل به الوزير كان وفقاً لمبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله وقدمتها المملكة في قمة بيروت وأصبحت مبادرة عربية بعد أن اجمعت عليها الدول العربية لتكون الكرة في الملعب الإسرائيلي وكذلك المجتمع الدولي.
لقد سعت المملكة عبر عقود لدعم وصول الشعب الفلسطيني لحقوقه العادلة وأسهمت بتمكينهم داخل الأراضي المحتلة بالمساعدات التي تعينهم على البقاء في أراضيهم حتى لا تضيع حقوقهم فمنذ عام 2000م وحتى تاريخنا قدمت المملكة ما يفوق سبعة مليارات دولار مساعدات للشعب الفلسطيني في الداخل اي بمعدل مليون دولار يومياً هذا بخلاف الدعم السياسي على كافة الأصعدة وأهمها دعم خيار الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، فهذا الدعم هو السبيل لتمكين الفلسطينيين ليكونوا نداً قوياً بالمفاوضات الرامية للسلام العادل الشامل.
إن سياسة المملكة منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه ثابتة اتجاه دعم القضايا العربية وعلى رأسها قصية فلسطين ودائماً تنشد تحقيق السلام من خلال سياسة حكيمة وصبر واستخدام للدبلوماسية ولعلاقاتها الدولية خدمة للشعوب العربية لتعيش بسلام وفي كل الملفات تجد صوت المملكة مع الحق ودفع الجهود للوصول لسلام يحقق الاستقرار للدول المضطربة كما هو حال منطقتنا حيث دعمت جهود السلام في سوريا وقدمت مبادرات عديدة واستطاعت ان تضع لبنات لتوحيد صفوف المعارضة لتكون نداً للنظام الحاكم في سوريا في المفاوضات الرامية للحل السياسي وكذلك الأمر في اليمن فقد سعت كثيراً وما زالت لإيجاد ارضية لحل سياسي باليمن وكذلك الحال في ليبيا حيث اعلنت ان الحل السياسي هو الحل الوحيد لأزمة هذه الدولة العربية.
المملكة دولة سلام وهي أرض السلام وكل من عاش فيها تنعم بالأمن والأمان وكل من وضع يده بيدها وصل للاستقرار والسلام المنشود فهي تقوم بدورها كقائد للعالم الإسلامي وداعم لكل القضايا العادلة فيه ورغم أن عدم الاستقرار سمة في الشرق الأوسط منذ عقود لكن جهود المملكة لتحقيق السلام لا تتوقف ودائماً تمثل صوت الحكمة السياسة الرامية لخدمة الشعوب في عالمنا العربي والإسلامي.