د.حميد الشايجي
3 % فقط من الناس هم الذين يخطِّطون لحياتهم، فهل أنت منهم؟ إن لم تكن من هؤلاء الناس فقد حان الوقت للتغيير ورسم خارطة الطريق لعامك الجديد.. لا تكن شخصاً عادياً يمشي بالبركة كما يقولون، بل كن متميزاً مدرك لما تقوم به من عمل وتعرف مسبقاً هدفك من العمل الذي تقوم به، تعال معنا لنتعرَّف على كيفية إعداد خطة شخصية للعام الجديد.
1- حدد أهدافاً رئيسية:
لكل شخص منا أهداف يريد تحقيقها، فمثلاً هناك من يريد إكمال نصف دينه، وهناك من يريد دراسة اللغة الإنجليزية في الخارج، وهناك من يريد شراء سيارة، وهناك من يريد بدء مشروع تجاري، وهناك من يريد بناء مسجد ... إلخ.
اجلس مع نفسك واكتب كل ما يدور في خاطرك من أمنيات وأهداف عامة، حدد هدفاً أو أكثر واجعله ضمن نطاق العمل لهذا العام.
2- حدد أهدافاً لكل دور من أدوار الحياة:
هناك أدوار مختلفة في الحياة، هناك الدور الديني، الاجتماعي، الصحي، الفكري، المالي.. اكتب أهدافاً لكل دور، يمكنك الاستعانة بالأمثلة التالية:
أولاً: الدور الديني
في هذا الدور ستركز على علاقتك مع الله سبحانه وتعالى، ستكتب أهدافاً لتقوية هذه العلاقة، حاول دائماً الاستزادة في هذا الجانب.
1- المحافظة على الفروض الخمسة (الصلاة) في المسجد جماعة.
2- المحافظة على قراءة ورد يومي من القرآن الكريم، ويمكن تحديد مقدار القراءة أيضاً بربع جزء أو نصف جزء ... إلخ، وهذا في نظري أنسب وأفضل.
3- حفظ سور معينة أو آيات محددة من القرآن أو مراجعة حفظك.
4- المداومة على قراءة سورة الكهف كل يوم جمعة.
5- المحافظة على أذكار الصباح والمساء والنوم.
6- أداء العمرة.
7- أداء الحج.
8- صيام النوافل (ست من شوال، عاشوراء، يوم عرفة، ثلاثة أيام من كل شهر).
9- الالتزام بصدقة أسبوعية، أيّاً كان شكلها، حتى ولو كانت مبلغ بسيط (اتق الله ولو بشق تمرة).
ثانياً: الدور الاجتماعي
1- العلاقة مع الوالدين: تكتب أهدافاً في هذا الجانب بحيث يتم البر بالوالدين من خلال صلتهما وزيارتهما والوقوف على احتياجاتهما والدعاء لهما والتصدق عنهما.
2- العلاقة مع الأسرة: الأسرة لها واجب الرعاية والنفقة، اكتب أهدافاً في هذا المجال سواء كانت مالية أو ترفيهية أو تطويرية للأبناء ... إلخ.
3- العلاقة مع الأرحام: وضع أهداف لصلة الرحم وتقوية الروابط معهم.
4- العلاقة مع الأصدقاء: انظر من تصادق، حافظ على علاقاتك مع أصدقائك الصادقين.
5- الانخراط في عمل تطوعي مع جهة تلائم ميولك (صحية، رعوية، توعوية، اجتماعية..)
الحفاظ على هذا الدور (الاجتماعي) يكون من خلال وضع أهداف محددة ومتوازنة، لا بد أن يكون الترتيب كما هو مدون أعلاه، فالعلاقة مع الوالدين أولاً ثم التي تليها، لا كما يفعل الكثير من الناس من تقديم علاقاتهم مع أصدقائهم على حساب العلاقات الأخرى، فهذه النقطة جديرة بالعناية والاهتمام.
ثالثاً: الدور الفكري
هذا الدور له علاقة مباشرة بك شخصياً، الحري بكل فرد أن يستفيد من وقته دوماً في تطوير ذاته، في تطوير قدراته، في تعلّم علوم جديدة، في اكتشاف مهارات جديدة وتطويرها، وفي هذا الدور سأكتب لك بعض الأهداف التي تساعدك لتحقيق ذلك.
1- قراءة كتاب شهرياً على الأقل، على أن يحتوي الكتاب على 250 صفحة كحد أدنى، وبالإمكان قراءة أكثر من كتاب مجموع صفحاتها 250 صفحة.
2- حضور دورات تدريبية بمعدل دورة واحدة كل أربعة أشهر على الأقل، وتكون في المجال الذي تعمل فيه أو أي مجال آخر سيفيدك في تطوير مهاراتك.
3- حضور محاضرة أو ندوة (مباشرة أو عن بعد) على الأقل كل شهرين أو ثلاثة أشهر.
4- متابعة مجلة علمية متخصصة في المجال الذي تحب، ومتابعة مجلة عامة (ورقية أو إلكترونية).
رابعاً: الدور الصحي
لا يخفى على أحد أهمية الاهتمام والعناية بالصحة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الأمراض، ولذلك لا بد من وجود أهداف لكل شخص في هذا المجال مثلاً:
1- أن يكون لك نظام غذائي متوازن، ويمكن الاستفادة من الأطباء أو المتخصصين في هذا المجال.
2- أن يكون لك نظام رياضي، مثلاً ممارسة المشي يومياً لمدة معينة، أو الاشتراك في نادي رياضي بحيث تمارس الرياضة بشكل يومي.
3- المحافظة على الوزن المثالي، وكما هو معلوم فالوزن المثالي للرجال هو = الطول بالسنتيمتر ناقصاً 100، أما الوزن المثالي للنساءفـ = الطول بالسنتيمتر ناقصاً 110 .
خامساً: الدور المالي
المال عصب الحياة كما يُقال، ولذلك لا بد من وضع أهداف محددة لهذا الدور والعمل على تحقيقها، ومن الأهداف التي يمكن وضعها هنا:
1- زيادة الدخل، وإيجاد الوسائل المعينة على ذلك.
2- ادخار من 10 إلى 20 % من أي دخل تكتسبه.
3- استثمار الأموال المدخرة، ومحاولة توزيع الاستثمار بشكل مناسب سواء في مشاريع عقارية أو استثمارات مباشرة مثل بيع مواد غذائية أو ملابس جاهزة ... إلخ.
4- الصدقة، لا بد من وضع برنامج دوري للصدقة والدين الإسلامي قد حث على الصدقة سواء في القرآن أو في السنة.
أشير هنا إلى الاستفادة من برنامج الإكسل في ترتيب الميزانية الشخصية، حيث يختصر عليك الكثير من الوقت.
انتهينا هنا
طبعاً هناك أمور لا بد من مراعاتها عند كتابة الأهداف، فالأهداف لا بد أن تكون قابلة للقياس، فلا يصلح أن تكتب هدفاً عاماً مثل: قراءة القرآن الكريم دون تحديد متى وكم ستقرأ، كما لا ينفع أن تكون الأهداف حبيسة الذهن، لا بد من كتابتها ومراجعتها من وقت لآخر والتعديل عليها كلما تطلب الأمر ذلك.
** **
- أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود