د.م.علي بن محمد القحطاني
تراجع ملحوظ في حدة إصابات فيروس كورونا نشهده حالياً، ونتمنى أن نكون تجاوزنا فترة الذروة الخاصة بـ»كوفيد 19». ولكن طول فترة التعايش مع الوضع الحالي والإجراءات الاحترازية سواء في الطرقات أو الأماكن العامة والمنشآت الحكومية حتى أن بعضهم نسي أو تناسى أهمية هذه الإجراءات وتراجعت حدة الخوف من كورونا رغم خطورة الوضع ظنًا أن حدة الوباء تراجعت وبدأ في الاختفاء.
مهلا الفيروس لم يختف ولكن طول الفترة نتج عنه التعود على الإجراءات الاحترازية والتبلد حيالها وولد نوعا من اللامبالاة والتراخي في تطبيقها لدى الجميع بمن فيهم القائمون بالإشراف على تطبيقها على الرغم من خطورة الأمر، ويتضح ذلك في عدة مشاهد منها:
المشهد الأول المراكز التجارية بصفة عامة اختفت المعقمات والكمامات التي كانت توفر لعملائها، وكذلك عاد حارس الأمن المكلف بقياس درجة حرارة مرتادي المركز لممارسة عمله الأساسي بتجميع عربات التسوق، وأما ساحات المطاعم بداخل تلك المراكز فهي مكتظ جداً طوال اليوم ولا أثر للتباعد الجسدي والسبب عودة حراس الأمن المكلفين بهذه المهمة لأعمالهم الاساسية أو الاستغناء عن الأعداد الإضافية الذين عينوا لهذه المهمة ـ إن وجدوا ـ في ظل غياب أو تراخي الرقابة الرسمية عليهم، فالوضع أصبح معتادا وعاديا ولا أحد يستنكر أو يستغرب ما يحصل ويحصل.
أما الكورنيش فحدث ولا حرج وأكتفي بمثال واحد فقط انتشار باعة ألعاب الفقاعات ونفخها بأفواههم كوسيلة جذب للمشترين لتنتشر بين المتنزهين (وسيلة نقل سريعة ولمسافات طويلة للفيروس)، حتى القائمون على التثقيف الصحي في المراكز التجارية وأماكن التنزه فقدوا حماسهم وأصبحوا يؤدون دورا روتينيا بكل تراخ، واختفى حماسهم المعهود وعليك الذهاب إليهم في نقطة تجمعهم وهم يتبادلون أطراف الحديث لتسألهم عن الهدف من وجودهم.. أعزائي لا يزال الخطر موجودا بدليل وجود إصابات ووفيات.
إنه على الرغم من تراجع عدد الإصابات وحدتها، إلا أن هذا الفيروس لا يزال يكتنفه الغموض ويجب الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية حتى إيجاد لقاح له وبدء استخدامه بشكل عملي، فالأمر ما زال به خطورة على كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة. وهناك دول عاودت الإغلاق لعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وأشدد على أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية، خاصة في ظل حالة التراخي التي لمسناها مع عودة الحياة تدريجيًا، وأن نعتبر من بعض الدول التي عاودت اللجوء للحظر الجزئي في بعض المقاطعات الأوربية مثلا مع عودة الإصابات مرة أخرى.
وأختم بتحذيرات منظمة الصحة العالمية، المستمر حول الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وإلى أهمية الرقابة على الالتزام بالإجراءات فضلا عن وعي المواطن للوصول للحالة الصفرية من الإصابات في وقت قريب.
أزمة كورونا قد تزداد سوءا
أزمة فيروس كورونا قد تسوء «أكثر فأكثر»، إذا لم تلتزم الدول بالتدابير الاحترازية.وقال مديرها العام: «دعوني أكون صريحًا، الكثير من البلدان تسير في الاتجاه الخاطئ، ولا يزال الفيروس العدو العام الأول»، وأضاف: «إذا لم يتم تتبع الأساسيات، فإن الاتجاه الوحيد الذي سيتبعه هذا الوباء هو أن يسوء أكثر فأكثر، ولا يجب أن تسير الأمور على هذا النحو».
باختصار الإجراءات الاحترازية تتمحور حول 3 أشياء فقط، ارتداء الكمامات بشكل صحيح، والحفاظ على مسافة آمنة من التباعد الاجتماعي والالتزام بغسل اليدين لمدة 20 ثانية وهذا يتأتى بتدوير أماكن أو مهام فرق الرقابة الميدانية وعودة العقوبات وأن يقترن بالغرامات المالية أخرى كالعمل في مجال الخدمة المجتمعية لساعات معينة. ونعود لنقطة أساسية أهمية التعايش مع الكوارث أيا كان نوعها بالالتزام التام بالإجراءات الاحترازية بقناعة واقتناع ويقين بأنها حماية وليست عقوبة لاستغلال أقرب فرصة للتخلص منها والتحايل عليها والالتفاف حولها.
فلتستمر عودتنا بحذر فالفيروس يتوعد إن عدتم عدنا.