خالد بن حمد المالك
أصبح حسن نصر الله محاصَرًا كقاتل ومجرم بأكثر مما كان عليه من قبل؛ فالانفجار المروِّع في مرفأ لبنان، وما نتج عنه من وفيات وإصابات ودمار هائل، فتح العيون أمام تآمر حزب الله على لبنان بما لا يمكن أن يفعله أعتى المجرمين؛ لتأتي الطامة الأخرى على هذا الحزب اللعين وأمينه المجرم بصدور قرار المحكمة الدولية بتسمية أحد أعضاء الحزب، وهو سليم عياش، بوصفه المسؤول عن مقتل رفيق الحريري رغم محاولة طمس معالم الجريمة، والتلاعب والعبث بها، وإخفاء ما يشير إلى من يقف وراءها.
* *
مشهد مقتل الحريري تكرر في مرفأ بيروت، والفاعل واحد، هو حزب الله، والمخطط لهاتين الجريمتين هو حسن نصر الله، الذي لا أعرف كيف يقوم بمثل هذه الأفعال، ولا يشعر بتأنيب الضمير، أمام هول المآسي الإنسانية التي يعيشها الشعب اللبناني الشقيق، حتى وإن كان لا يخاف من العقاب والمساءلة نتيجة الحماية التي يتمتع بها من لدن قوى خارجية وداخلية، بما لا يخفى على من يتابع الحالة اللبنانية منذ ظهور هذا الحزب المسلح، حيث التسامح معه في اقتناء السلاح، وسيطرته على مفاصل الدولة.
* *
كثيرون قُتلوا في لبنان من خيرة شبابها ومسؤوليها بطريقة مقتل رفيق الحريري وتفجير مرفأ بيروت نفسها، وكل الأصابع تشير بالاتهام إلى مسؤولية هذا الدموي الذي اسمه حسن نصر الله، ولا نزال أمام مَن يدافع عن جرائمه، ولا يجرؤ على إلقاء اللوم عليه، أو الدعوة إلى نزع سلاحه الذي يستقوي به على اللبنانيين، كما فعل رئيس الجمهورية ميشيل عون الذي يحتمي بحزب الله للبقاء رئيسًا للجمهورية.
* *
لقد قالت المحكمة الدولية كلمتها، وعلى حسن نصر الله أن يضحي كما دعا إلى ذلك سعد الحريري، وعلى الأخير عدم قبول نصائح عون وبري بالتسامح من أجل وحدة لبنان، فيما كان عليهما أن يطالبوا أمين حزب الله بالامتثال لمطالب الشعب ودول العالم بتسليم أسلحته إلى الجيش اللبناني، والتحول إلى حزب سياسي لا يؤذي أحدًا؛ لتكون هناك فرصة لإقفال ملف جريمة مقتل رفيق الحريري وغيره من اللبنانيين الأحرار.
* *
ومع أن حسن نصر الله لن يوافق على أي مقترح يحرمه من امتلاك ترسانته من الأسلحة، التي تبقيه الأقوى عسكريًّا في الساحة اللبنانية ضد خصومه من الأحزاب الأخرى، إلا أن تحقيق ذلك سوف يتم لاحقًا - وإن تأخَّر - من خلال تعامل الشرفاء معه بالقوة في الداخل، مسنودين بقرار دولي إذا ما تم ذلك، ودعم من الخارج، يلبي تطلعات الشعب اللبناني الذي فقد حريته وأمنه واستقلاله مع ولادة حزب الله كتنظيم عسكري يدين بالولاء لإيران، ويأخذ التوجيهات من طهران في تنفيذ استراتيجيتها وأجندتها في الإخلال بأمن لبنان ودول عربية أخرى بالمنطقة.
* *
شخصيًّا لا أفهم كيف يعرّض حسن نصر الله حياة اللبنانيين للخطر بإرسالهم إلى سوريا للدفاع عن نظام بشار الأسد الذي يرفضه السوريون، ويلقي بشباب لبناني مغرَّر به للتهلكة، وإلى أتون حرب لا ناقة له فيها ولا جمل؛ لتأتي جثثهم إلى لبنان في توابيت في تصرف لا يخدم لبنان واللبنانيين. ولا أفهم ما مصلحة هذا الحزب وأمينه في تدخُّله بالشؤون الداخلية في اليمن والعراق والبحرين، وغيرها من الدول العربية، إن لم يكن يمثل أجندة إيرانية؛ بوصفه العميل الكبير لها في المنطقة.
* *
أريد أن أقول: إن لبنان سيظل يعاني من التمزق والتشرذم والضياع ما بقي حزب الله في حماية رئيس الجمهورية ميشيل عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، اللذين هما جزء من المؤامرة على لبنان، وشريكان في ذلك مع حسن نصر الله، وما لم يتنحيا ويتركا موقعَيهما لمن يحب لبنان أكثر من حبه لنفسه ولدول أجنبية أخرى، ويتم نزع سلاح حزب الله. مع أن تحرير لبنان مما هو فيه لن يكون بالأمر الهيّن، وفقًا لما نسمعه بآذاننا، ونراه رأي العين من مشاهد دامية في حق هذا الشعب المنكوب.