مها محمد الشريف
بعد وعد بلفور عام 1917 بعودة اليهود إلى فلسطين، أتى وعد أردوغان بعودة تركيا الاستعمارية العدوانية في المنطقة والعالم وها هو الآن يحط رحاله في ليبيا، بدعم سخي من دوحة الشر. بعدما اتفق أعداء العرب على الوصول إلى قلب الدول من خلال خونة الأوطان مثل السراج ورجاله وغيرهم ومعهم رجال السياسة القطرية جنباً إلى جنب، حيث وصل وزير دفاع قطر، خالد العطية، ونظيره من تركيا خلوصي أكار، إلى العاصمة الليبية طرابلس، في زيارة، لم يتم الإعلان عنها من قبل، وذكرت وسائل إعلام ليبية أن الوزيرين سيجريان محادثات مع المسؤولين في حكومة فايز السراج غير الدستورية والتي تبسط هيمنتها على طرابلس، بالإضافة إلى لقاء بعض قادة الميليشيات هناك.
إن هذه الأحداث والتطورات أدت إلى اضطهاد الدول التي تكثر فيها الصراعات والنزاعات والانقسامات المزمنة، بسبب الإرهاب ونظرية زعزعة الشرق الأوسط لإعطاء وضع الصراعات في الدول العربية بعداً مأساوياً إضافياً، وخطراً يتهدّد الأمة العربية يتجسّد في إرهاب المجموعات الإسلامية الذين يسيرون وراء خليفتهم أردوغان لغزو تلك الدول وتفتيتها.
لقد وعد بغزو ليبيا وإعادة الأتراك إلى مصانعهم بمعاونة حكومة الوفاق وسرقة ثروات البلاد وتشريد شعبها ونشر الفتنة وبث مزيد من التنافر بين الفصائل المتصارعة، وأبصر العالم الضغائن العميقة التي ترسل المرتزقة إلى طرابلس وهي تفاخر بذلك ومهدت لهذا الطريق البساط الأحمر لبرجوازيات تركيا وقطر وإيران وهيمنتها السياسية.
وإلى الجانب الآخر من هذه التجاوزات، إغراق دول المنطقة في الديون وفي التبعية التجارية والصناعية، أضاف للصراعات فقد نقلت تركيا حتى الآن أكثر من 20 ألف مرتزق سوري إلى ليبيا إضافة إلى نحو 10 آلاف متطرف من جنسيات أخرى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويكشف المرصد تفاصيل الطريقة التي تعتمدها المخابرات التركية لخداع المرتزقة السوريين، مشيراً إلى دور قطري في استضافتهم وتدريبهم قبل إرسالهم إلى جبهات القتال في ليبيا، العجيب في الأمر في أي قتال ثمن السلاح مدفوع من قطر، فهي تلغي بنود السلام على الأرض، أصبحت مثل إيران وتركيا دولة راعية للإرهاب وممولاً كبيراً لكل الجماعات الإرهابية.
وهكذا فإن الشرق الأوسط فقد الاستقرار بفعل التلاعبات الاستعمارية المدعومة من السياسات المتناقضة والتي تتميز بالانحطاط الكبير الذي تقوم به الصهيونية وإيران وتركيا وقطر في تاريخ المنطقة والآخذة في الازدياد، وما وصل إليه حال دولة لها سيادة يجتمع على أرضها المستعمر والممول وسلطة غير شرعية تناقش وضع البلاد، فما الذي يدعو له هذا الاجتماع الثلاثي بين وزيري دفاع قطر وتركيا ووزير داخلية «الوفاق»؟