حماد الثقفي
لأن المملكة عامل استقرار وسلام وتنمية، انبثقت من رحم «رؤية 2030»، وقادت العالم في أحلك ظروفها الاقتصادية خاصة جائحة كورونا، عبر نجاحها بقيادة العالم في G20، وتحقيقها أعلى المؤشرات العالمية في مجالات مُتعددة، حتى أنها صارت مصدر استقطاب للاستثمارات، بخلاف إيران التي تُزعج العالم بتصدير ثورتها الإرهابية، وأفكارها التوسعية، التي تجعل العالم بعيداً عنها، هي ومليشيات دول مارقة في الإرهاب والتشيع والتنظيمات الإخوانية لمنبثقة من «رؤية 1979» ومحاولتها إعادة السعودية والمنطقة إلى الخلف، عبر الكوميديا السوداء التي تنتهجها في صيغة صراع عقائدي وحقوقي، بحيث تقدم نفسها في صيغة مزدوجة لهويتها السياسية: فتارة تظهر بصيغة الدولة العقائدية التي تحرس العقيدة وتحمل لواء الدفاع عن عقائد المُسلمين ونُصرة قضاياهم، وتارة أخرى تبدو في صورة الدولة الراعية لحقوق وحريات الإنسان المدنية والشيعية، داحضة كل التاريخ بأفعالها التي تسبق أقوالها، ولا ترتبط أيما ارتباط بنظرية توازن القوى التي تنتهجها المملكة في إطارها الإسلامي العربي الذي لمسهُ العالم بمقدرات السعودية وقيادتها التي نجت ونجا العالم بها من أكبر دمار اقتصادي بصياغة شبكة واسعة من التحالفات الدولية تصبُّ بمجملها في صالح الإنسانية ومقاربة توازن القوى في نظريات الفكر السياسي والعلاقات الدولية.
وبالنظر إلى قواعد اللعبة السياسية التي تُنظم سلوك الدول أو اللاعبين السياسيين حول موارد القوة ببنية النظام الإقليمي أو الدولي وتوازنات القوى، نجد قواعد تلك اللعبة الإيرانية ما هي إلا سياسية لتكديس أكبركم ممكن من الطائفية والتدمير بلا حساب لأي شيء، لها منافع ذات طبيعة استراتيجية لصالح كفلائها من الفاعلين السياسيين ومنهم «سياسو لبنان وسوريا»، الذين يستغلّون في الغالب مقدرات هذه البلدان من أجل تعظيم مكاسبهم، وفق المنطق الاستغلالي حتى ولو على حساب شعوبها المُنهارة، بموجب صفقات انتهازية أو تواطؤ ضمني بين الطرفين، ومثلها في الأمر «الإخوان المسلمين» وبرامجها النفعية، التي تم فضها مُنذ أواسط خمسينيات القرن الماضي بدءاً من الرئيس عبد الناصر، والسادات، وحسني مبارك، مروراً بالرياض، إلى أن انتهى بها المطاف حالياً إلى نقل كل مواردها وخدماتها المتاحة إلى أنقرة والدوحة.
ولعل تلك الأفكار التوسعية، والمبدأ ذاته بالمنطقة العربية، تتشابه بما حدث في ثلاثينيات القرن الماضي في أوروبا، واحتلال ألمانيا النازية للنمسا وأجزاء من تشيكوسلوفاكيا، ومحاولة إيقافها، بدلا إحداث صراعات أكبر، حتى خرج اتفاق «ميونخ» الذي عاد به رئيس الوزراء تشامبرلين إلى بريطانيا واصفًا إياها ببداية عصر السلام، لكن الأمور لم تنجح، حيث قادت لغزو فرنسا وتم قصف لندن بعد ذلك، كذلك هي إيران وتوجهاتها عبر أكثر من 40 سنة تلت الثورة السوداء، وبناء مليشيات إرهابية طائفية تقوم على المرتزقة في المنطقة (سوريا والعراق واليمن ولبنان)، وقد أفلتوا جميعهم من العقاب، إننا نسير إلى المستقبل برؤيتنا 2030، وقيادتنا الحكيمة الرشيدة، فلدينا رؤية تمضي قُدمًا، بينما لإيران رؤية 1979 الرجعية وكأننا في صراع رؤى لا يمكن المقارنة بينهما لأن الحق أحق أن يُتبع.