د. مساعد بن سعيد آل بخات
في ظِل استمرار جائحة كورونا تفاوت الدول في طريقة عودة الطلاب والطالبات للدراسة, فبعض الدول كالصين وفيتنام وغيرهما أوجبوا على الطلاب والطالبات الحضور للمدارس والجامعات واستمرار التعليم التقليدي والذي يتطلب وجود الطلاب مع المعلم وجهاً لوجه في حجرة الصف مع الأخذ بالاعتبار جميع الاحترازات اللازمة للوقاية من كورونا, وبعض الدول كالإمارات العربية المتحدة والكويت وغيرهما أعلنوا اعتمادهم على التعليم عن بُعد مع بدء العام الدراسي مما يعني استخدامهم للتعليم الالكتروني والذي يتطلب تفاعل الطلاب مع المعلم من خلال منصات تعليمية محددة.
لذا أعلن معالي وزير التعليم د. حمد آل الشيخ آلية العودة للدراسة في المملكة العربية السعودية بعد التنسيق مع عدد من الجهات المعنية, لتكون الدراسة عن بُعد في التعليم العام لجميع المراحل (الابتدائي - المتوسط - الثانوي) وأيضاً تكون الدراسة عن بُعد في التعليم الفني والتعليم الجامعي للمقررات النظرية, في حين تكون الدراسة حضورياً للمقررات العملية, وذلك لمدة سبع أسابيع منذ بدء الفصل الدراسي الأول, وبعد ذلك يتم تقويم الوضع من حيث إمكانية عودة الطلاب والطالبات للمدارس والجامعات أو استمرار التعليم عن بُعد.
كما أكَّد معالي وزير التعليم د. حمد آل الشيخ على متابعة ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود «حفظهما الله ورعاهما» لقطاع التعليم باستمرار وفي مختلف الظروف لرغبتهما الجادة في رفع اسم المملكة العربية السعودية بين المراتب المتقدمة على مستوى دول العالم من حيث جودة التعليم, ولا غرابة في ذلك فقد لمسنا الاهتمام بالتعليم ودعمه منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «طيب الله ثراه» إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود «حفظه الله» لأنَّ ولاة أمرنا يؤمنون بمدى تأثير التعليم في تزويد أفراد المجتمع السعودي بالمعارف والمعلومات اللازمة وإكسابهم بعض المهارات والاتجاهات التي تعزز من السلوكيات الإيجابية.
وبعد اعتماد آلية التعليم عن بُعد مع بدء العام الدراسي لدي بعض الأفكار التي آمل بأنْ تُسهِم في دعم العملية التعليمية عن بُعد, وهي:
أولاً: تنسيق وزارة التعليم مع هيئة الاتصالات من أجل تعاون شركات الاتصالات المختلفة (الاتصالات السعودية, موبايلي ..إلخ) مع الأُسر لتسهيل توصيل الإنترنت للمنازل بجودة عالية وسعر رمزي.
ثانياً: تنسيق وزارة التعليم مع بعض محلات أجهزة الكمبيوتر الموثوقة مثل (مكتبة جرير, اكسايت..إلخ) للتعاون مع الأُسر في منحهم أجهزة جيدة وبأقساط شهرية مخففة وبدون فوائد, خصوصاً وأنَّ بعض الأُسر قد يكون لديها مجموعة من الأبناء والبنات لذا فهي بحاجة لأكثر من جهاز كمبيوتر, أو قد تكون من ذوي الدخل المحدود.
ثالثاً: تنسيق وزارة التعليم مع المدارس الأهلية لتخفيف رسوم الطلاب والطالبات خلال الفصل الدراسي الأول إلى النصف مثلاً 50 %, خصوصاً وأنَّ الطلاب والطالبات سيتعلمون لمدة سبعة أسابيع عن بُعد, ناهيك عن احتمال استمرار التعليم عن بُعد لحد نهاية الفصل الدراسي الأول.
رابعاً: تغيير وقت عرض الدروس للمرحلة الابتدائية من الساعة الثالثة عصراً إلى الساعة السابعة مساءً مراعاةً لظروف بعض أولياء أمور الطلاب والطالبات, حيث أن بعضهم قد يكونون يعملون لحد ساعات متأخرة خارج المنزل وخصوصاً موظفي وموظفات الشركات, وهم المسؤولون عن أطفالهم في المنزل لمساعدتهم في التعليم عن بُعد.
خامساً: إلزام الطلاب والطالبات بمشاهدة مقطع فيديو عن الدرس الجديد من خلال قنوات عين التعليمية لمدة لا تزيد عن 10 دقائق قبل البدء بالدرس مع المعلم عن بُعد, وذلك من أجل تشجيع الطلاب والطالبات على التعلم الذاتي وتحليل ما تمَّ رؤيته والبحث عن معلومات جديدة.
سادساً: ضرورة تعاون الأُسرة مع المدرسة في تعليم أبنائهم وبناتهم ومتابعتهم وتشجيعهم على تفعيل التعليم عن بُعد كما يجب.
سابعاً: أهمية تواصل المعلم مع الطلاب بشكلٍ فعال من خلال منصة مدرستي التعليمية للإجابة عن أي استفسارات تدور في ذهن الطلاب وإعطائهم الواجبات اللازمة ووضع الاختبارات ...إلخ.
ثامناً: تعاون وسائل الإعلام المتنوعة مع وزارة التعليم في دعم مشروعها في التعليم عن بُعد, والتركيز على إظهار محاسن التعليم عن بُعد على أفراد مجتمعنا, والابتعاد عن تصيد الأخطاء خصوصاً وأنها تجربة جديدة ليست علينا فقط بل على معظم دول العالم.
ختاماً..
آمل بعد الانتهاء من جائحة كورونا أنْ نأخذ بعين الاعتبار في المستقبل الاعتماد على التعليم المدمج والذي تقوم فكرته على الدمج بين التعليم التقليدي (تفاعل الطلاب مع المعلم وجهاً لوجه في الفصل) والتعليم الالكتروني (تفاعل الطلاب مع المعلم من خلال منصات تعليمية) بما يضمن تعليم الطلاب والطالبات بشكلٍ أفضل من السابق.