حمد بن عبدالله القاضي
لعل أصعب قرار مرَّ على وزارة التعليم هو قرار بدء الدراسة هذا العام..
فهي لا تواجه مشاكل ماديَّةً منظورة حتى توجد الحلول لها، لكنها تواجه أمراً مجهولاً لا تدري -كما هو شأن العالم- كيف تتعامل معه وتضع خطتها، فهو ظرف غير مشاهد حتى تعرف متى يزول، وليس القرار قرار الوزارة وحدها، بل جهات حكومية أخرى معها كوزارة الصحة ووزارة الاتصالات.
وتوجيهات القيادة أن تكون سلامة الطلاب والطالبات الرقم الأول بمربع الآلية، وكان هذا هو المحور الأساسي الذي تم معه عمل هذه «الآلية للتعليم عن بعد» حتى يأذن الله برفع هذا الوباء.
* * *
ومن قراءتي لها «رأيت أن الوزارة عملت كل الاحتياطات والاحتمالات وراعت كل الظروف لتسير العملية التعليمية ما أمكن بهذا الظرف، خاصة أنها تتعامل بالتعليم العام وحده مع 6 ملايين و500 ألف طالب وطالبة، ومع أكثر من 600 ألف معلم ومعلمة ومع منسوبي إدارات ومكاتب التعليم، فضلاً عن أن المملكة قارَّة تختلف الإمكانات التقنية بين مدرسة على رأس جبل بمركز، وبين مدرسة وسط مدينة كبيرة.
* * *
باللقاء مع معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ وعدد من مسؤولي ومسؤولات الوزارة أوضح لنا أبعاد هذه الآلية وإمكاناتها المتاحة، وذلك بعد دراسة دقيقة لها من كل جوانبها، فهي تعني رأس مال هذا الوطن «أبناؤه وبناته»، وبتطبيق أسلوب تعليم جديد ليس من السهل استيعابه سريعاً أو توفر إمكاناته التقنية بكل بيت.
* * *
لذا وضعت خيارات أمام الطلاب والطالبات وأمام أولياء الأمور عبر المنصات الإلكترونية والقنوات الفضائية وغيرها وإنشاء «مدرستي الافتراضية» حرصاً منها -كما قال الوزير- على خلق بيئة تقترب من الفعلية ومن الجو المدرسي الحي ومن الحضور بالفصل للمعلمين والطلاب، حيث ستبدأ الدراسة بوقت محدد وفيه مراقبة للحضور والانصراف وأداء الواجبات وعلى فترتين لكي يتمكن الآباء والأمهات من متابعة أبنائهم وبناتهم سواء صباحاً أو مساء حسب ظروفهم.
* * *
بعد حديث وحوار الوزير والمسؤولين المختصين خرجت والزملاء متفائلين بنجاح هذه الآلية -بحول الله- والتي ستستمر 7 أسابيع لينظر باستمرار التعليم عن بُعد والعلم عند الله ثم عند ضيف العالم «غير المرحّب به» «فيروس كورونا»!!
* * *
وهنا يبقى الدور المهم على الأسرة لنجاح هذه الآلية بالفصل الدراسي القادم حفاظاً على مستقبل الجيل وخروجهم بحصيلة تعليمية ونجاحهم باختباراتهم.
نعم الرهان على الأُسَرْ؛ آباء وأمهات وإخوانا وأخوات لمتابعة أبنائهم وبناتهم بالتعليم العام، خاصة المرحلة الابتدائية، وهذا عامل مهم جداً لنجاح التدريس بهذه الطريقة التي تتكامل وتحقق هدفها ما بين المدرسة الافتراضية والبيت لفصل دراسي ناجح.
هذا التعاون والجهد من الأسرة «البيتيَّة» مع الأسرة التعليمية معلمين وإدارات ومشرفين ومشرفات هو ضرورة وليس خياراً.
* * *
أدعو هنا المكونات المنبرية والإعلامية كافة، بدءًا من منابر الجمعة، مرورًا بالقنوات التلفزيونية والصحف وكُتاب الرأي، وانتهاءً بمواقع التواصل، لنشر التوعية وبلورة هذه الآلية الجديدة أمام كل أب وأم وطالب وطالبة ومعلم ومعلمة حسب الوسيلة التقنية أو الإعلامية التي يتعاملون معها.
ودور الوزارة بهذه المرحلة كما قلت لمعالي الوزير إنها كما كانت جهودها الكبيرة بإخراج هذه الآلية أن توفر المواد التوعوية بموقع الوزارة ومنصاتها من جانب، وتتواصل مع الوسائط الإعلامية كالقنوات والصحف وغيرها ليعرفها ويتعامل الجميع معها ويدركوا دورهم بنجاحها، فهذه «مهمة وطن» وليست مهمة وزارة التعليم فقط.
أدعوا الله بفصل دراسي ناجح وفق هذه الآلية، وأن يعود الطلاب والطالبات إلى مدارسهم آمنين مطمئنين على صحتهم قريباً -بإذن الله-.