خالد بن حمد المالك
مَنْ أعطى إيران الحق في الاعتراض على قرار إماراتي سيادي، وما صفة هذه الدولة الإرهابية حتى تتدخل فيما لا يخصها أو يعنيها في دولة ذات سيادة، وتهدد وتتوعد كما لو أنها صاحبة اليد الطولى على أي قرار تتخذه دولة الإمارات العربية المتحدة.
* *
ما شأن إيران في قرار اعتراف دولة الإمارات بإسرائيل، وتطبيع علاقاتها معها في كل ما يعزز ويخدم مصالحها، وكأن لإيران سلطة بهذا التدخل السافر، كما هي سلطتها في العراق وسوريا ولبنان، وإلى ين تتجه طهران في علاقاتها مع الإمارات بعد تصريحات روحاني غير المسؤولة وتهديده للإمارات؟
* *
ماذا قدَّمت إيران للقضية الفلسطينية غير التآمر على وحدة الشعب الفلسطيني، والمحاولات لزرع الفتن والخلافات بين القيادات الفلسطينية، وجرّ هذا الشعب المنكوب، وإغرائه بالكلام المعسول، خدمةً للعدو الإسرائيلي، وإنهاء ما تبقى من وجود فلسطيني على الأراضي المحتلة، حتى تتطاول على دولة ذات سيادة، دون وجه حق.
* *
لقد تآمر الإيرانيون على دولنا العربية بلا استثناء، وما زالوا، ولا يغيب عن المتابع والعاقل، ما فعله هذا النظام البغيض في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين وفلسطين، وها هو يحاول أن يستغل التطبيع الإماراتي - الإسرائيلي التاريخي في إثارة الشعب الفلسطيني من خلال هذا التهديد المبطن والوقح لدولة الإمارات العربية المتحدة.
* *
مع أن مثل هذا التهديد لا قيمة له لدى العقلاء، ولن يحرك شعرة في رأس أي مواطن إماراتي وخليجي، وإنما يكشف المزيد من النوايا الإيرانية المبطنة، وبالتالي سوف يكون التعامل معها بقدر ما يفكر به حكام طهران من لؤم وخبث وتطاول سافر.
* *
لقد تعاملت دولة الإمارات، كدولة تعرف حدود الرد الفوري الذي تُسكت به أصوات ذوي العمائم السوداء، وتفشِّل مخططاتهم، وتكشف ألاعيبهم ومؤامراتهم، بما لا يجعل من هذا الموقف العدواني من إيران سوى زوبعة في فنجان.
* *
والأهم أن العقلاء في هذه الأمة، بما في ذلك بعض الفلسطينيين، تفهَّموا الإجراء الإماراتي، وقدَّروا للإمارات مواقفها التاريخية من فلسطين، ودعمها للفلسطينيين، وحرصها حتى مع هذا التطبيع على مستقبل وحقوق الفلسطينيين.
* *
فلا مزايدات باستقلال هذا القرار الإماراتي سواء من إيران أو تركيا أو قطر أو جماعة حماس في غزة ومن لفَّ لفَّهم، فالطريق لمن يريد تحرير فلسطين مفتوح ومتاح، ولا يمر عبر تخوين الإمارات، أو اتهام مسؤوليها، فهذا عبث أصبح المواطن العربي على دراية ووعي بأهدافه.