د. صالح بكر الطيار
رغمًا عن التحديات التي أحاطت بالعالم، ومنها بلادي السعودية العظمى، إلا أن الاقتصاد السعودي أثبت كفاءته وجدارته في مواجهتها، والتغلب عليها بثبات كبير وتقدُّم، جعله في مقدمة أهم الاقتصاديات في العالم. وقد أثبتت أزمة كورونا مدى تأثُّر اقتصاد الدول، وكيف أدارت السعودية الأزمة بكفاءة عالية جدًّا؛ إذ عقدت الاجتماعات، ووضعت الخطط لمواجهة متغيرات الأزمة على أسواق النفط، مع حفاظها وفق تخطيطها الاستراتيجي على استقرار السوق؛ وهو ما انعكس على الاستقرار الاقتصادي العالمي. ولا تزال الأزمة تلقي بظلالها السلبية على أسواق العالم إلا أن السعودية تواصل إدارة هذا الملف بكل نجاح.
وقد كانت القيادة السعودية الأولى عالميًّا بلا مبالغة في توظيف أسمى معاني التعامل مع الجائحة، ووضع المواطن والإنسان في مقدمة اهتماماتها، وهو ديدنها الدائم؛ إذ عالجت المواطن والمقيم وكل إنسان يقيم على أرضها ويصاب بهذا المرض بخدمات صحية عالية المستوى والجودة؛ الأمر الذي انعكس على مستويات التعافي وسط مؤشرات تتنامى متفوقة على أعظم بلدان العالم في ذلك، إضافة إلى إدارة التحديات في كل اتجاهاتها، وتجاوز العراقيل والمؤثرات؛ إذ عادت الحياة والاقتصاد تدريجيًّا. وأرى أن الأيام القادمة ستشهد تحولات إيجابية جديدة في مسار الاقتصاد بعد فتح الطيران الدولي.
اقتصادنا تجاوز المحيط الإقليمي نحو العالم الأول منذ فترة، وأصبحنا في مجال تنافس كبير، تصنعه التحديات القادمة، ولا بد أن يكون المواطن سند الدولة وعضدها الأول؛ فالسواعد السعودية هي من تدير وتعمل بحرفية في ميدان هذا الاقتصاد، والعقول الوطنية هي من تفكر وتخطط لصناعة الإنجاز في مجالات التقدم العلمي والصناعي والتقني والتجاري. ونحن في درب ينتظر الخطوات الواثقة التي تصنعها الوطنية الصادقة من خلال مواجهة أي عداء، والوقوف صفًّا في وجه الحاقدين والحاسدين، وأولهم من يشنون الحروب الإلكترونية من خلال منصات التواصل الاجتماعي وغيرهم، إضافة إلى أهمية رفع مستوى الاستعداد للمرحلة القادمة التي تتطلب من الجميع ومن كل شرائح المجتمع همة وطنية إلى القمة لصناعة المستقبل السعودي الذي سيكون واقعًا في الغد المشرق حتى نرى إنجازاتنا حديثًا للعالم بأسره.