سهوب بغدادي
فيما يواجه العالم تبعات الفيروس التاجي على جميع الأصعدة، عاصرنا فترة استثنائية من المتغيرات التي جعلتنا نرى الحياة من منظور آخر. خاصة أعقاب عودة الحياة الطبيعية واستعادة الجهات نشاطاتها مع الحفاظ على سياسة التباعد الاجتماعي واتخاذ سبل الوقاية والإجراءات الاحترازية. من هنا، تساءل العديد من أولياء الأمور مع اقتراب موعد عودة الطلاب إلى الدراسة حيث تجاوزت تساؤلاتهم الإجراءات الوقائية المتخذة في المدارس وحماية أبنائهم إلى تساؤلات أخرى مختلفة في مضمونها. على سبيل المثال لا الحصر، هل سيتم تخفيض رسوم المدارس الأهلية والعالمية باعتبار أنها لن تقدم أمرا مختلفا عما تقدمه المدارس الحكومية؟ في حال عدم البت في هذا الموضوع سيعمد العديد من أولياء الأمور إلى نقل أبنائهم إلى المدارس الحكومية، مما يشكل عبئا على الأخيرة، الأمرالذي يتعدى الطاقة الاستيعابية للمباني إلى توفر عدد ملائم من الكادر التعليمي والإداري، فضلا عن توفير الموارد الأساسية وهكذا في حال حضور الطلاب إلى المدارس لاحقا. في حين يستحسن دراسة أوضاع الطلاب سيكولوجيا في التعليم العام على الخصوص بما يتوافق مع كل مرحلة عمرية، بغية قياس مدى فعالية التعليم الالكتروني ووضع سبل تحسين العملية التعلمية التعليمية عن بعد ككل. كطرق جذب الأطفال للتعليم من هذا النوع، وطرق حثهم على إتمام الدروس بشكل يومي والتفاعل افتراضيا مع الآخرين. إن الغمة ستنجلي بإذن الله، إلا أنها فتحت لنا أبعادا جديدة من الاحتمالات الجيدة. حيث يعد التعليم العام الإلكتروني خيارا معتمدا في بعض الدول وليس التعليم بنظام (المنازل) الذي تلجأ له فئة معينة. فالتعليم الإلكتروني خيار متاح للجميع في حال تم العمل على وضع ضوابط وسياسات فعالة لتدشينه كنظام معتمد في المملكة مستقبلا، مع احتمالية إعادة تشكيل نظرة جديدة تجاه المدارس الحكومية فلن نجد ذات الإقبال على المدارس الأهلية والعالمية، أو سيكون هناك إقبال عليها في حال تقديمها مميزات استثنائية للطالب. إن ملف التعليم من أهم الملفات في أي دولة نظرا لقيمته المتداخلة في جميع نطاقات الحياة وهو مجال في تحسين وتطوير مستمرين لتضحي المملكة في مصاف الدول ذات التأثير غير المنقطع بإذن الله.