الرياض - «الجزيرة»:
كثف مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك) جهوده منذ بداية جائحة كورونا - كوفيد 19، إذ يعمل العديد من علماء الأبحاث ضمن فرق متخصصة في مشاريع بحثية خصصت لتطوير اللقاحات والعلاجات والاختبارات التشخيصية، بعض هذه المشاريع وصل مرحلة التجارب السريرية وبعضها لا يزال في المراحل الأولية نظراً لتأخر وصول بعض المواد اللازمة بسبب الجائحة ومن ضمن هذه المشاريع المتأخرة مشروع لقاح يتم تطويره من الصفر في مختبرات كيمارك، وفور جاهزية هذا اللقاح سيدخل مرحلة التجارب المخبرية ثم التجارب الحيوانية، وستستغرق هذه المرحلة أشهر عدة أو أكثر.
في الوقت نفسه سعى (كيمارك) جاهدا منذ بداية الجائحة للمشاركة في الدراسات السريرية المتقدمة لبعض اللقاحات وتم استعراض معظم اللقاحات المتوفرة في العالم، إضافة إلى التواصل والنقاش مع العديد من الفرق البحثية على مستوى العالم وتم التقصي العلمي لبعض هذه اللقاحات.
نتج عن هذه الجهود إبرام اتفاق بين كيمارك وشركة ساينوفاك الصينية وشركة الخدمات الصيدلانية إحدى شركات الحمادي للتنمية والاستثمار السعودية للعمل معاً على أحد اللقاحات إذ أبدت الدراسات الأولية مأمونية اللقاح، على أن يتم دراسة فاعلية اللقاح من خلال إجراء دراسة سريرية ذات المرحلة الثالثة في المملكة على 7 آلاف مشارك من الممارسين الصحيين كونهم الأعلى خطورة بالإصابة بكوفيد.
صرح بذلك الدكتور أحمد العسكر المدير التنفيذي لمركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك)، مؤكدا أن كيمارك قد تلقى بالفعل موافقة لجنة أخلاقيات الدراسات السريرية في الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، وفي انتظار موافقة الهيئة العامة للغذاء والدواء على هذا المقترح البحثي للبدء في الدراسة، وقال:» تم كذلك توجيه الدعوة لعدد من مستشفيات المملكة للمشاركة في هذه الدراسة الهامة ولا نزال في انتظار تقديم ملف الدراسة للجنة أخلاقيات الأبحاث في كل مستشفى يرغب في المشاركة لأخذ الموافقة اللازمة للمشاركة».
وبين الدكتور العسكر بأن سرعة إنجاز هذه الدراسة يخضع لعدة عوامل أهمها سرعة الحصول على موافقة الجهات التنظيمية والجهات المشاركة وكلما زاد عدد المستشفيات المشاركة زادت فرصة الوصول إلى عدد المشاركين المطلوب للدراسة. وأشار بأن المشاركة في هذه الدراسات قد ترتقي إلى مستوى الواجب الوطني ومسؤولية كل فرد من أفراد المجتمع تجاه رفعة هذا الوطن.
كذلك يجري حاليا العمل في كيمارك على تقصي ودراسة لقاحات أخرى بهدف تجربتها في السعودية.
الجدير بالذكر أن اجتياز المرحلة الثالثة من الدراسات السريرية للقاحات الجديدة يعتبر مطلبا أساسيا في بعض الدول قبل المضي في عملية ترخيصه من قبل الهيئات العلمية لتتم عملية تداول اللقاح وإتاحته للمجتمع.