فهد بن جليد
لن يحضر الطلاب ولن يحضر المعلمون (لسبعة أسابيع) مُتتالية، أعتقد أنَّ المعلمين حصلوا على شيء من الإنصاف -هذه المرَّة- بربط حضورهم بحضور الطلاب والطالبات، الذين كانوا أكثر شوقاً للعودة للمدرسة على طريقة نشيد (موطني)، يتضح هذا من تعليقات الطلاب على وسائل التواصل الاجتماعي، ولعلَّ الرسالة الأكثر ألماً هي لمُعلمة تقول (خسرت الآن عملي في المدرسة الأهلية، فلن يجدِّدوا عقدي للعمل عن بعد) لا أعرف مدى دقة هذه الرسالة وهل هي حالة خاصة أم عامة تشمل المُعلمين في المدارس الأهلية؟ الشيء الوحيد المؤكد لدي -بحكم التجربة- أنَّ ثمَّة ضبابية في شكل العلاقة بين الطلاب والمدارس لناحية الرسوم السنوية، الأمر بلا مسطرة أو ضابط حتى الآن، كثيرون يُفكرون بنقل أبنائهم للمدارس الحكومية حتى تتضح الرؤية، فليس من المعقول دفع رسوم دراسية دون أي ميزة للطالب، فالمدرسة الأهلية لن تتحمل تكاليف ومصاريف حضور الطلاب ومن غير المنصف بقاء الرسوم كما هي، هذه الخطوة سيكون لها تبعات مستقبلية مُزعجة فقد تجد بعض المدارس الحكومية نفسها عاجزة عن استيعاب كل هذه الأعداد المتحوَّلة من المدارس الأهلية، وقد تواجه بعض مشاريع المدارس الأهلية صعوبات مالية وربما انهيار، لتصبح من المشاريع المفلِّسة بسبب (كورونا).
هل يجب على وزارة التعليم أن تتدخل في هذا الظرف؟ وماذا يمكن أن تفعل؟ الأهم في القصة الآن هو ضمان فعَّالية التعليم عن بعد بكل صوره، مع حالة الاستهتار وألاَّ مُبالاة التي يتحدث عنه بعض أولياء الأمور، مستوى تعلم الطلاب خصوصاً في الصفوف الدنيا على المَّحك، ولا أعرف هل كان يجب أن يكون لهم استثناء خاص للحضور لحساسية المرحلة؟ مع ضمان التباعد الجسدي وأهمية اليوم الدراسي التأسيسي بالنسبة لهذا الجيل؟ أرجو ألاَّ نندم في وقت لاحق، خصوصاً أنَّ هناك عزوفاً واضحاً عن تسجيل الأولاد في الصف الأول هذا العام وتفضيل تأجيله إلى العام القادم -حتى لو ضاعت سنة- من عمر الطالب أو الطالبة.
ثقتنا كبيرة في قدرة وزارة التعليم وكفاءة منظومة التعليم عن بعد، التي أثبتت نجاحاً في الفصل الثاني من السنة الدراسية الماضية، لاسيَّما أنَّه طرأ تعديل وتطوير يمنح الطلاب خصوصية أكثر مع (منصة مدرستي للتعليم الإلكتروني)، نجاح البنى التحتية المُساندة في نظام الاتصالات خطوة مُحفِّزة، تجعلنا نعيد طرح فكرة اعتماد بعض المقررات عن بعد طوال الوقت، هناك ضرورة لرسم ملامح علاقة عادلة ومنصفة ومرضية بين أولياء الأمور والمدارس الأهلية والخاصة فيما يتعلق بالرسوم التي بدأت مشكلتها من الفصل الماضي، وبقيت دون حل.
وعلى دروب الخير نلتقي.