د.عبدالعزيز العمر
شاع بين التربويين مصطلح التنور العلمي (Scientific Enlightenment)، وهناك من يفضل استخدام مصطلح آخر، وهو الثقافة العلمية (Scientific Literacy)، ويؤكد أصحاب المصطلح الأول أن الثقافة وفق معاييرها الكونية المعاصرة تتوجه نحو محاصرة الظلام والخرافات وما ينتج عنها من جمود فكري وتفكير أسطوري وتخلف حضاري، ويلاحظ أن مفهوم الثقافة هنا مقيد بكونها ثقافة علمية كونية مرتبطة بمجال العلم الطبيعي فقط، وبآثار العلم وتطبيقاته التكنولوجية في بعديها الاجتماعي الأخلاقي والإنساني محلياً وكونياً. اليوم لا يمكنك أن تتصور شاباً يعيش في القرن 21 وهو لا يعرف حدا أدنى من فهم الظواهر والمعرفة العلمية التقنية (وما يترتب عليها من قضايا مجتمعية) التي تمكنه من التفاعل المنتج مع مستجدات ومنتجات هذا العصر التقني الذي أصبح العلم وتطبيقاته يشكل حجر زاويته. وتأكيداً لما سبق طور التربويون في الولايات المتحدة مشروعاً تربوياً ضخماً اطلقوا عليه اسم «العلم لكل مواطن أمريكي:»، حيث حددوا معايير للمعرفة العلمية والمهارات والقيم والاتجاهات التي لا يسع أي مواطن أمريكي الجهل بها في هذا العصر، عصر العلم والتقنية. في الأسبوع القادم سوف نتناول الثقافة ليس من حيث ارتباطها بالعلم الطبيعي وبتطبيقاته وآثاره الكونية في البعدين الاجتماعي والإنساني، بل في الجانب الفكري العقلي.