فوزية الشهري
لا يختلف اثنان على أن النظام التعليمي في السعودية يُعَدُّ من أفضل الأنظمة التعليمية في الشرق الأوسط بشكل عام، وفي الدول العربية بشكل خاص.
المملكة وبحسب تقرير مركز التنافسية العالمي، تُعَدُّ هي الدولة الأكثر إنفاقاً على التعليم. كما أنها تأتي من ضمن العشرين الأوائل في استقطاب الخبرات والمهارات العالمية، وتضمن لها استمرارية بسبب جاذبية البيئة التعليمية فيها. يضاف إلى ذلك أن المملكة تقدمت بخمس نقاط في مؤشرات ترتيب المواهب العالمية، لتكون الدولة الثانية عربياً في هذا المؤشر.
كل هذه الأمور لم تأتِ من فراغ، بل هي نتيجة عمل مضنٍ وجاد قاده رجالات ونساء التعليم في المملكة على مرِّ العقود الماضية. واليوم وفي وجود الدكتور حمد آل الشيخ على رأس الهرمية التعليمية في المملكة، وهو رجل اقتصاديات التعليم المميز، نشاهد آفاقًا أخرى يندفع فيها النظام التعليمي في المملكة، مما يعزز لمستقبل عظيم لهذه الدولة ولأبنائها وللدارسين فيها من الجنسيات والدول كافة.
الأسبوع الماضي أعلنت وزارة التعليم بالتعاون مع الهيئة السعودية للفضاء عن البرنامج التفاعلي (أجيال الفضاء) والمخصص لطلاب وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية، وذلك بهدف الإثراء والتثقيف في علوم الفضاء.
هذه الخطوة العلمية الجبارة من الوزارة تُعَدُّ الخطوة الأولى في سبيل تأصيل ونشر العلوم المعرفية الفضائية للمواطنين والمواطنات في المملكة.
أعتقد أن غالبية المعارف والعلوم الفضائية في الدول العربية تأتي في سياقات التعليم الفردي المخصص لأفراد بذواتهم يتم اختيارهم وفقاً لعدد من العوامل. المملكة ممثلة بالوزارة والهيئة وبهذه الخطوة لا تؤمن بأن تجعل هذا العمل المستقبلي مجرد خطوة يتم اختيار أفرادها بصورة انتقائية، كلا، فهي تتقدم خطوات في نشر مستقبل الفضاء عبر تمكين أكبر شريحة ممكنة من التمكن من فهم الفضاء الخارجي المعقد للطلاب والطالبات، وبالتالي إيجاء أعداد هائلة وكبيرة في المستقبل القريب ممن يفهمون ويدركون الصورة الفضائية الشمولية، وبالتالي فإنهم يصبحون -بإذن الله- رواداً في هذا المجال العالمي الذي بدأت الدول في نمذجة أعماله وجعلها أكثر إمكانية لتحقيق الأحلام البشرية في عالم الفضاء الرحب.
في مقالة في مرصد المستقبل يرى هانا ماثيوس وجيف كيرنر، وهما من مديري وباحثي المشاريع الجديدة في مؤسسة سبيس فرونتيه فوانديشن الأمريكية المهتمة بالفضاء، يقول الكاتب إن مستقبل الصناعة الفضائية كما يراها هؤلاء القيادات ليس في سفن الفضاء المبتكرة، ولا استصلاح الأراضي على الكواكب وجعلها قابلة للحياة، ولا عن اكتشاف أقصر الطرق للثقوب السوداء البعيدة. لا، بل كانت عن إعداد البنية التحتية ودعم الصناعات بشكل يحقق نقل البشر عبر الفضاء.
ومثل واقعية هذه القيادات في هذه المؤسسة، أظن أن وزارة التعليم السعودية بهذه الخطوة تكون واقعية في نشر المعرفة الكاملة للطلاب والطالبات حتى يكونوا في وقت لاحق من ضمن كوكبة البشر اللامعين في فضاء الكرة الأرضية.
الزبدة:
طموحنا عنان السماء.
«محمد بن سلمان بن عبدالعزيز»