فهد بن جليد
ستقف حائراً بين قبول التحدي ممَّن يمدُد (يده) لك مُبتسماً وهو يسألك (تسلِّم وإلا ما تسلم)؟ وبين الصمود تبعاً لبروتوكولات جائحة كورونا، أنا شخصياً أفضل الانسحاب التكتيكي على طريقة (التحية اليابانية) بإظهار الكثير من الود والشوق غير المُكلِّف للشخص المُقابل، مع الدندنة (الفيروزية) أعلاه، لا (الفيروسية) بسبب الملامسة، والهرب بجلدي من (نافذة) المُجاملات الصغيرة بترك الباب مفتوحاً فتشعر الآخر بمدى القرب منهم بشكل طبيعي، بينما حقيقة الأمر أنَّك تحافظ على المسافة الكافية بحثاً عن السلامة والنجاة من خطر الفيروس.
العبارة الثانية الأكثر استفزازاً هي عندما يسألك أحدهم بصفاقة (بشر تخرَّجت)؟ كناية عن إصابتك وتعافيك من (كورونا)، ما يعني أنَّك محظوظ تملك مِيزة لا يملكها الأصحاء، وإقبالاً على الحياة أكثر ممَّن لم يُصاب بعد، وكأنَّ آية التنمُّر الخاطئة على المُصابين بداية الجائحة، انقلبت لصالحهم في الوقت الحالي، الظواهر المجتمعية الجديدة والتقلبات المزاجية مع تطورات (كورونا) تستحق التأمل والتفكر من الباحثين، فهي تعكس حقائق مجتمعية وسلوكية يصعب أن نلاحظها في غير الظروف التي نعيشها اليوم.
من المَشاهد المثيرة والمُضحكة في صالات المطاعم مؤخراً، أنَّ الرجال تحديداً يُسارعون في تناول الكمامة (بشكل لا إرادي) بمُجرَّد دخول زبائن آخرين، ويبدأ نزعها تدريجياً بمُجرَّد جلوس الزوار الجُدد واستقرارهم على الطاولات الخاصة بهم، ومن ثمَّ تكيِّف الجميع داخل المطعم، المسألة نفسية لا شك، بدليل صمُّود النساء طوال الوقت، فنزع الكمامة بالنسبة لهنَّ يعني نزع الكمامة وعدم العودة للبسها مرّة أخرى إلا في النهاية عند المُغادرة، وهو أمر ينمُّ عن شجاعة ما وعدم مُبالاة، تحتاج لتفسير ضمن ظواهر وتقلبات (كورونا) في العصر الحديث على طريقة فيروز (اعمل نفسك مش عارف، ما تحرأسو.. بتحرأسو)؟.
وعلى دروب الخير نلتقي.