د.عبدالعزيز الجار الله
تراجع الاهتمام لدى المجتمع بالنشرات اليومية لإصابات وتعافي حالات كورونا على الرغم من تحسُّن الحالة يوميًّا. أرقام التشافي الجديدة ترتفع مقابل حالات الإصابة، وبدأ يثبت متوسط رقم التشافي (1500 حالة)، والإصابات أقل دائمًا من هذا الرقم. وفي إحصائية يوم الاثنين الماضي وصل رقم التعافي الإجمالي إلى أكثر من 253 ألف حالة، والإصابات أكثر من 289 ألف إصابة، والحالات النشطة تجاوزت 33 ألف حالة، لكن الإصابات رغم تناقصها والسيطرة عليها أصبحت تحاصر الأسر والعائلات القريبة، ومن الأسماء المعروفة. وهي مخيفة ومقلقة؛ إذ كانت الإصابات في السابق مجهولة من غير المحيط بالنسبة للعائلات، والآن تصيب عائلة قريبة جدًّا، وبخاصة بعد عيد الأضحى الذي تزامن معه لقاءات وزيارات وإقامة مناسبات الزواج للرجال والنساء.
استأنفت الأجهزة الحكومية عودتها إلى العمل المباشر، وبعد أيام عودة طلاب المراحل الأولية والابتدائية وجميع التعليم العام والجامعات. عودة المدارس والمدن الجامعية برقم يفوق 6 ملايين طالب وطالبة، ونحو مليون من أعضاء هيئة التدريس الجامعي والهيئة التعليمية في حالة العودة إلى المدارس والجامعات. وهنا لا يمكن التنبؤ بما سيحدث لو تم قرار البدء بالعودة المباشر للأعمال التعليمية؟!
بالتأكيد سنصل إلى مرحلة صعبة من الإصابات مثل الدول التي أخذت بأسلوب مناعة القطيع، وهو تكوُّن المناعة من الإصابات (أجسام مضادة). ومنظمة الصحة العالمية تقول إنه لا تكرار في الإصابات، أي لا تعود مرة ثانية للشخص الواحد. وهذه الدول التي اختارت مناعة القطيع، وتحللت من الاحترازات المشددة والعادية، عادت للاحترازات بعد ارتفاع الأرقام. ونحن قد وصلنا إلى حالة إغلاق العناية المركزة وغرف الأكسجين، وإغلاق المستشفيات، والطلب من المصابين عزل أنفسهم في منازلهم عبر الحجر الذاتي لمدة أسبوعين.
هل يتم المجازفة بطلاب التعليم العام والجامعي؛ وبالتالي المجازفة بالهيئة التدريسية ونقلها، ثم نقل العدوى إلى المنازل والعائلات؟ أم يتم التعطيل الكامل للفصل الدراسي الأول؟ أم تنفيذه على مراحل (تعطيل كل شهرين، ثم يتم تقويمه)؟.. فالعودة الجماعية ستجرُّ معها كوارث لا تُحمد عقباها. ونحن نعد من الدول الناجحة في جميع إجراءات كورونا الجديد (كوفيد - 19)، فهل نجازف بالعودة والرقم قد شارف على 300 ألف إصابة؟