من رؤيتها عملت وزارة الصحة إستراتيجية وخطة خمسية، لأن تكون تكنولوجيا الصحة الرقمية والابتكار حجر الزاوية في نظام رعاية صحية عالمي مرن في المستقبل، للمواطن الذي وصى به خادم الحرمين الشريفين وولي عهده -أطال الله أعمارهما- والعمل على تفعيل الصحة الإلكترونية التي صارت أولاً وأخيراً عاملاً رئيسياً في تطوير وتوفير كافة الخدمات خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم الآن، وأنعم الله علينا بحكومة رشيدة تعاملت مع جائحة كورونا بحكمة الخبير حتى صرنا مضرب الأمثال، وحديث الدول في تحقيق رؤية المملكة 2020 بجودة رعاية المرضى، وربط موفري الخدمة بكافة مستويات الرعاية الصحية، مع مراقبة قياس الأداء وتحويل توفير الرعاية الصحية بما يتوافق مع المقاييس، ليُصبح نظامًا صحيًّا آمنًا عالي الجودة.
ولكون المملكة رئيسة مجموعة G20 فإنها جعلت من الذكاء الاصطناعي محور اهتماماتها العالمية عبر منصة القمة الافتراضية للصحة الرقمية بالرياض كجزء من برامج المؤتمرات الدولية المُنعقدة على هامش مجموعة العشرين، بتنظيم الشؤون الصحية في وزارة الحرس الوطني، والمركز السعودي للشراكات الإستراتيجية الدولية، ومشاركة متحدثين دوليين؛ لمناقشة الدور المحوري الذي تؤديه الصحة الرقمية في محاربة الأوبئة، وطرق التصدي للجوائح الصحية، والكشف عن كورونا ومراقبتها والوقاية منها، عبر النقل السريع للمعلومات العلمية والطبية عن طريق التقنيات والأنظمة الرقمية وشبكة الانترنت للأغراض السريرية والبحثية وتمكين دور الصحة الرقمية من تخفيف تأثير كورونا على نظام الرعاية الصحية، هو أمر بالفعل له نتائج متباينة.
وقد طرقت السعودية أبواب العالم الافتراضي الأولى عبر تطبيقاتها «موعد» و»تطمن» و»صحة» الذي يضع المريض في لقاء مباشر مع الطبيب عن بُعد، وهو يحقق أيضًا تواصلاً مع الطبيب إما وجهًا لوجه أو عن طريق الرسائل عبر التطبيق، وتطبيق «قراءة الأشعة» عن بُعد، وتطبيق «تبادل» للتحذير من مُصابي كورونا القريبين منك حال مخالطتهم، وإنشاء المراكز المساعدة مثل «تأكد» وغيرهم من التطبيقات التي تُعين المواطن والمقيم دون الحاجة للذهاب إلى المستشفى أو المركز الصحي.
ولهذا كان ضرورة تدريب وتأهيل الممارسين الصحيين على استخدام التقنيات في المجال الصحي، شرطاً أساسياً كجزء من متطلبات الحصول على رخصة الممارسة الصحية.
إن المستقبل مشرق في توظيف التقنية في الخدمات الصحية، وستكون المملكة العربية السعودية رائدة في هذا المجال -إن شاء الله- بنظام صحي آمن وذي كفاءة، مبني على الرعاية المتمحورة حول المريض، موجه بالمعايير، وممكن بالتعاملات الإلكترونية وحدودها المستقبلية.
** **
- د. شامان حامد