علي خضران القرني
لا شك أن الانفجار الكبير الذي حدث مؤخرًا في مرفأ بيروت تألم له وأحزن كل عربي ومسلم، بل كل من هو على وجه البسيطة، وهب معظم حكام ورؤساء الدول العربية والإسلامية، وكل دولة محبة للسلام، بتقديم المساعدات اللازمة والفورية لشعب لبنان مواساة له للكارثة التي حلت به، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، عن طريق مركز الملك سلمان لهيئة الإغاثة العالمية بلبنان، بحزمة من المساعدات الإنسانية المتنوعة. وليست هذه المساعدة الوحيدة التي تقدمها المملكة للبنان فيما حل ويحل بها من مواقف وأزمات وكوارث؛ فمواقفها في هذا المجال سابقًا ولاحقًا معروفة، ويشهد بها البعيد قبل القريب.
وللروابط والعلاقات التي تربط بين الشعب اللبناني والشعب الفرنسي فقد حضر رئيس دولة فرنسا (ساركوزي) ساعة وقوع الكارثة إلى لبنان، وقام بالوقوف مع المسؤولين فيها على الحادث وآثاره، وما خلفه من أضرار مادية وبشرية، وبنية تحتية، ووعد بتقديم المساعدة، ورأى أن يعاد النظر في إيجاد حكومة جديدة، تستطيع إدارة الحكم والمسؤولية في لبنان، وسيسهم مع المسؤولين في ذلك خلال زيارته الثانية في شهر سبتمبر القادم.
قبل كارثة مرفأ بيروت كان لبنان يعيش في أزمة لم يسبق لها مثيل في تاريخه، تتمثل في أزمة (وباء كورونا)، وتفشيه بين صفوفهم، والعجز في مواجهته، وتدهور اقتصاده، وانتشار المجاعة بين المواطنين، ونزوح العديد منهم نتيجة لذلك، وعدم وجود حكومة تدير المسؤولية، وتقف مع الشعب في محنته، سوى طوائف تتصارع على الحكم، وحزب الله هو الذي يدير بوصلة المسار اللبناني بدعم وتوجيه أسياده في إيران وتركيا.
ومن خلال أحداث لبنان الأخيرة وما عاناه ويعانيه خلالها سُئل أحد المحللين العسكريين اللبنانيين السابقين عن رأيه في الحالة التي يعيشها الشعب اللبناني حاليًا فأجاب إجابة لا تنقصها الصراحة، ويؤمن بها كل لبناني وعربي مخلص. وتضمن قوله: «طالما أن حزب الله هو من يدير المسؤولية في لبنان (حكومة وشعبًا، ومسؤولين) فلن يقوم للبنان قائمة». وأيّد رأيه العديد من الساسة والمحللين والرؤساء لواقعية المقولة على الطبيعة والواقع؟
أجل.. وحتى تستعيد لبنان مكانتها السابقة، وتنقذ شعبها من الأزمة التي يعيشها (حكومة واقتصادًا واستقرارًا)، فإن عليها ما يأتي:
1 - تكوين حكومة جديدة موحدة لا طوائف فيها، وجيش واحد، بدلاً من تعدد الحكومات والمسؤوليات.
2 - إقصاء حزب الله وعناصره ومن يديره من التدخل في شؤون البلاد (شعبًا وجيشًا).
3 - التحقيق الدقيق دوليًّا في الكارثة ودواعي أسبابها، وإيقاع العقوبات الصارمة بحق مرتكبيها من مسؤولين وأفراد وحكومات.
4 - تأمين المرفأ بحراسات أمنية مشددة ومتخصصة تدير شؤونه الأمنية حاضرًا ومستقبلاً.
أما إذا بقيت الحال على ما هي عليه، بأن تتكون الدولة الحاكمة من طوائف، كل طائفة يديرها مسؤول، وجيش آخر، هو جيش حزب الله، ويديره حسن نصر الله، بدعم من إيران، فستستمر الأحداث في لبنان كما هي؟ وفي النهاية ستكون لبنان لقمة سائغة لحسن نصر الله وطغمته وأسياده في تحويل لبنان لإيران ثانية، يحكمها أصحاب العمائم ومَن على شاكلتهم، ويرأسها حسن نصر الله وزمرته. وفي هذه الحالة قل على لبنان وأهلها السلام؟!
خاتمة: أيها اللبنانيون الشرفاء، أيها اللبنانيون الأمناء، أيها الغيورون على وطنهم الغالي لبنان.. أنتم أمام مؤامرات وخدع متنوعة، يديرها حسن نصر الله وجيشه بمساندة من إيران، وبعض الطوائف اللبنانية الخائنة لشعبها ووطنها، فهلا اتحدتم واعتصمتم بحبل الله الوثيق، وكوّنتم حكومة وطنية من أنفسكم مخلصة لله، ثم للأمة والشعب، بعيدة عن الطوائف وأصحاب النوايا السيئة وحزب الشيطان، المتسبب الأول فيما حصل ويحصل للبنان من أحداث وكوارث سابقًا ولاحقًا، وهو كمن (يقتل القتيل ويمشي في جنازته).
ذلك المأمول فيكم وفي غيرتكم ووطنيتكم وحرصكم على وطنكم وشعبكم من الضياع.. فهل أنتم فاعلون؟ نرجو ذلك.