زكية إبراهيم الحجي
في أي مجتمع إنساني لا يمكن الحديث عن التنمية بمختلف مجالاتها دون النظر بتمعن إلى نسيج الروابط والعلاقات المتشابكة التي تحتم على هذا المجتمع الأخذ بعين الاعتبار أحد أهم مكونات هذا النسيج وهو المرأة.. المرأة التي تُعد جزءاً لا ينفصل عن كيان المجتمع الكلي وشريكاً فعالاً في كافة القطاعات دون استثناء ودون أدنى شك فإن المرأة السعودية لم تعد رقماً صعباً في المجتمع السعودي.. فما شهدته وتشهده في هذا العهد المتميز من تمكين وتطوير على جميع الأصعدة وبدعم واهتمام من القيادة الرشيدة لهو خير دليل على كم الجهود المبذولة نحوها وما ذلك إلا اعتراف صريح بمكانتها في مجتمعها وما تتحلى به من ثقة ووعي.. وإدراك للمسؤولية ما أهلها لأن تكون شريكاً فعالاً في قطار التنمية وصناعة التغيير التي تشهدها بلادنا في الآونة الأخيرة.. لذا فقد شكل الامتداد الأفقي لعمل المرأة السعودية قدرة وجدارة على تعزيز خريطة التنمية ونقلة حيوية بكل المقاييس ما جعلها موضع فخر وإعجاب ليس محلياً فقط بل عالمياً ودولياً.
التمكين والطموح قوة دافعة لاستمرار عجلة الحياة في تقدم مستمر وبقدر ما يكون الطموح مرتفعاً بقدر ما تكون شخصية الفرد متميزة وهذه سمة انفردت وتميزت بها المرأة السعودية.. ولعل الكثير من الإنجازات والمكاسب التي حققتها المرأة السعودية في مختلف المجالات التي تخوضها خير شاهد على ذلك فالمرأة كوكب يسطع في الليل فيبدد ظلام المجتمع كما يقول الكاتب الروماني «شيشرون «والمرأة السعودية كوكب سطع بقوة في سماء المجتمع السعودي في هذا العهد الميمون وشهد العالم بأسره بريق إنجازات ونجاحات ذلك الكوكب الوهاج.
اليوم تقف المرأة السعودية بين نساء العالم شامخة بإنجازاتها المتعددة.. تبوأت العديد من المناصب القيادية الرفيعة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وباتت الشريك الأساسي في تحقيق التنمية الشاملة.. هي سفيرة وطبيبة وعالمة.. أديبة وصحفية وقيادية.. رائدة في عالم المال والاقتصاد ومؤخراً حظيت المرأة السعودية بتكليف يُعد سابقة والأول من نوعه في قطاع يعتبر من أهم القطاعات ألا وهو قطاع التعليم حيث صدر قرار بتكليف ثلاث سيدات لتولي منصب ملحق ثقافي.. قرارات تؤكد تعزيز حضور المملكة العربية السعودية تعليمياً وثقافياً على الصعيد الدولي.
قفزات نوعية تباينت مجالاتها علمياً واقتصادياً.. سياسياً واجتماعياً تحققها المرأة السعودية بكل ثقة واقتدار وقبل كل ذلك هي الكيان العذب لأسرتها وأبنائها.. هي العطاء والإيثار والحضن الآمن لأفراد عائلتها.. هي النغم العذب لرضيعها الذي تهزه بين ذراعيها لينعم بنوم هانئ.. إنها بطلة قصتها في الحياة.