مها محمد الشريف
تحذيرات أوروبية: تفيد بأن سلوك أنقرة يهدّد بنسف الناتو، ووصف مقال للمعهد الملكي للدراسات الدفاعية والأمنية في بريطانيا، تركيا بالعدو الإستراتيجي من داخل الناتو. وأكد المعهد أن غياب الانسجام بين تركيا وباقي دول الحلف يهدد أمن هذه الدول.
هناك أسباب قديمة منذ العام 2018 جعلت فكرة طرد تركيا من الكتلة العسكرية لحلف الناتو واردة، تحوم في الأجواء السياسية الأمريكية، منذ فترة ليست بالقصيرة. ولكن نتساءل: هل أردوغان قدَّم مصلحة نفسه على مصلحة تركيا؟ ولماذا يتصرَّف بهذا السلوك العدواني؟ فهناك تداعيات كثيرة للكيفية التي ستحدث كل هذا من الناحية الإجرائية. في ميثاق الناتو، ولم تتم صياغة مفصّلة لنظام وإجراءات استبعاد أي دولة من قوام الحلف كما جرت السياسة الخاصة بالحلف.
لقد كلّف أردوغان بلاده الكثير من الأخطاء السياسية الفادحة والأعداء، فهو في الحقيقة يعتبر عدواً لتركيا وليس عدواً للناتو فحسب، فمن أجل أن يتخلّص من التزاماته مع أوروبا التي تعيق سيطرته على تركيا فهو يريد بناء نظام ديكتاتوري يوظِّف مصالح تركيا لنفسه، فقد أثقل كاهل الاقتصاد بأزمات ضخمة وضجة غير مبررة، وأشعل المعارك في كل الاتجاهات حتى أصبح منهكاً في شؤونه الداخلية ونظامه السياسي المتدهور، فلم ينج من مخاطر الانزلاق التي تحمل لواء القومية والاستبداد.
إن ما يحدث في العالم حوله ينبئ بحقبه أخرى من الدمار والموت ثمناً للغطرسة التي يعلن بها حروبه، لم يعلم أن حلفاء الأمس تتغيّر سياساتهم مع كل نظام عالمي جديد، وتتجدّد معه مهماتهم، فقد سقط ومعه الخونة الذين مكّنوه من أوطانهم وسيصعب الخروج من هذا الفصل البائس من مسرحياته العنترية إلا بخسائر فادحة.
لا شك بأن الرأي العام العالمي يدين الصراعات التي يحييها رجب طيب أردوغان في منطقة الشرق الأوسط، بعد الكشف عن طموحاته الجيوسياسية التي تهدد المصالح الأمنية الأوروبية، وتصعد حدة التوتر في المنطقة، مؤكداً ضرورة عدم الاستهانة بأطماعه، وحذَّر مسؤول عسكري فرنسي سابق من أن الرئيس التركي، أصبح بمثابة «عدو إستراتيجي» داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو)..
في كثير من الأحيان تكون الخطوة المهمة لتحقيق النجاح تخرج من رحم إخفاقات متكرِّرة وتتحول إلى أخطاء إذا كانت لها توجهات متناقضة وأحلام غير قابلة للتطبيق ويعتقد الرئيس التركي أن البرغماتية هي السياسة وليس له أي بعد إستراتيجي سياسياً، ولذلك يزداد أعداء تركيا بسببه ومع الوقت إذا لم يتغيّر المسار، فإنه سيذهب به وبتركيا إلى حرب أهلية ومهددة بالتفكك أو يضعها تحت الحديد والنار.
وستتحول لدولة عدوة للجميع لأنها ستصبح مفصلة على مقاس هذا الرئيس وأفكاره التدميرية وأسلوبه السياسي القائم على الشعوبية وادعاءات النجاح والانتصارات المزيفة فعملة بلاده في آخر ثلاثة عشر عاماً حتى وقتنا الراهن انهارت الليرة من 1.4 مقابل كل دولار إلى 7 ليرات مقابل كل دولار حالياً.
ومع ذلك يدّعي أنه نجح اقتصادياً وفي ذات الوقت يناقض نفسه بتبرير انهيار العملة والبطالة التي تخطت 11 % وجميع الكوارث بأنها تعود إلى أعداء من الخارج، علاوة على ذلك، فقد تم ارتداء عدة أقنعة يقابل بها العالم كل حسب مصالحه، أدت في مجملها إلى توترات متواصلة بينه وبين الحلف والعالم، لاسيما بالنظر إلى ملفه السياسي الذي يحوي تخبطات كبيرة وخطيرة.