حمد بن عبدالله القاضي
بعيداً عن كورونا وأخباره التي أُتخمت منها مواقع التواصل وأوراق الصحف وبياض الشاشات.
الإنسان يظمأ إلى أن يرحل لعالم الكلمة المحلَّقة والشعر الجميل ممتطياً شراع الحرف إلى دنيا فارهة بالعطر باذخةًً بالحسن ولو على قارب الأحلام.
* * *
كنت كتبت بتغريدة لي عن «الشم بالبصر!!» مورداً بيتاً شعرياً يرسم هذه الصورة.
ثم أوردت شيئاً منها في «جروب» خاص يجمع بعض الأعِزَّة من أعضاء مجلس الشورى اسمه «منتدى الشورى الاجتماعي» الذي هدف لديمومة الترابط والتواصل بين الأعضاء وقد نهض بتأسيسه زميلنا الوفي د/ محمود البديوي، حيث يلتقي تحت قُبَّته نخبة جمعتها «القُبَّة الشوريَّة» وأضحوا يلتقون الآن تحت «القُبَّة الواتسيَّة» وفي كلٍّ خير.
* * *
من أعضاء هذا المنتدى الصديق والأديب الشاعر د/ أحمد بن عبدالله التويجري «أبوزياد» الذي تفاعل عندما قرأ ما كتبته عن «الشم بالبصر» بهذا الملتقى في هذه الكلمات.
(صورة شعريَّةً لم تمرّ عليّ من قبل باذخة الجمال طاغية بالإحساس بالحبيب حتى ولو عبر «طيف»:
وأبصرت طيباً يا لطيف يزورني
فأدركت أنِّيَ الآن بالشمِّ أبصر
هل رأيتم بالله شمَّاً بالبصر أو إبصارا بالشم؟!)
عندها تحرَّكت شاعريَّته المتفرِّدة وبذوقه الجميل كجمال روحه فجاء جواب شاعرنا د/ أحمد بشعر كالعطر حيث أجاب على سؤال كيف يتم الشم بالبصر؟!
فكانت هذه المقطوعة الشعريَّة التي انسابت كما تنساب قطرات العطر من قارورة عطر «معتَّق»
أجل يُدرك الشمُّ الشجيُّ ويُبصِرُ
ويُرِقُ فيهِ الطيبُ حيناً ويزهرُ
ويسمعُ أحياناً إذا مالت الصبا
ويطربُ إن ناجاهُ بالشوقِ مزهرُ
وتبعثُ فيه أعين وبصائرٌ
وينهلُ من نهرِ الغرامِ ويَسكَرُ
ففي ملكوتِ الحُبِّ كُلُّ عجيبةٍ
ومثلكَ يا شيخَ المحبِّين أخبرُ.
***
وبعد: هل رأيتم أعذب من حوار العطر والشعر؟
* * *
=2=
آخر الجداول
«القرار الصحيح ليس بالضروره إنفاذه فقد يكون الصحيح صرف النظر عنه»
كلما تأملت هذه الحكمة وجدتها صائبة فهل نأخذ بها لنعانق القرار الأسلم.