عثمان أبوبكر مالي
اقترب فريق الاتحاد لكرة القدم من توديع دوري الكبار (دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين) والنزول إلى الدرجة الأولى، لأول مرة منذ تأسيسه في (فضيحة تاريخية) لم تحدث من قبل، بات الفريق قبل آخر ست مباريات من الدوري، على مشارف الهبوط بالنظر إلى موقعه ونقاطه والنظر إلى نتائجه، والنظر إلى أكثر عناصره والأسماء التي يضمها وقبل كل ذلك (ردة فعل) لاعبيه وأداؤهم ومستوياتهم، وحتى ردة فعل مسيريه وجهازيه الإداري والفني، وبكل تجرد يعد الفريق ثالث أسوأ الفرق التي في (قاع الترتيب) مع العدالة وضمك، بل ربما يصنّف قبلهما، ويكفي أنه لم يفز على الفرق الثلاثة التي صعدت إلى الممتاز هذا الموسم (لأول مرة) ولا في مباراة من المواجهات الخمس التي جمعته بها، خسر أربع مباريات (ذهاباً وإياباً أمام أبها وضمك) وتعادل في واحدة أمام العدالة.
حالياً يتقدَّم الفريق بثلاث نقاط فقط عن متذيِّل الترتيب (العدالة) ونقطتين عن ضمك ونقطة عن الفتح، وتنتظره مواجهتان مع الفتح والعدالة، وهناك نقطة مهمة جداً، تظهر مدى سوء وضعف موقف الفريق، تتمثَّل في (أفضلية المواجهات المباشرة في حالة التساوي بالنقاط بين المهدّدين) فنجد أن كل الفرق الخمسة (الفيحاء والحزم والفتح وضمك والعدالة) تتفوَّق عليه (حالياً) في المواجهات المباشرة، وأمامه فرصة أن يتساوى فيها مع الفتح والعدالة فقط إذا ما كسب مواجهتيهما في مباراتي العودة.
الآمال الكبيرة التي علَّقها كثير من الاتحاديين على الفريق فترة التوقف، تلاشت كثيراً بعد مباراتي الاستئناف أمام أبها والأهلي من خلال (ردة فعل اللاعبين) فيهما وأيضاً ردة الفعل الإدارية بعدهما والبرود والتبلّد الواضحين فيهما، وهو ما أصاب جماهيره العريضة، بأكبر خيبة أمل في تاريخه، ولم يعد عند الغالبية منهم أي بصيص أمل يمكن التمسك به لانتشال الفريق، إلا من خلال (انتفاضة) يقدم عليها بعض رجالاته من أصحاب الخبرة والدراية وتجارب المواقف العصيبة في كرة القدم بتشكيل (إدارة إنقاذ) تباشر العمل في النادي مع الإدارة بشكل (عاجل غير آجل) لتدارك ما يمكن تداركه مع اللاعبين وإيقاظ المسؤولية و(روح الاتحاد) والدوافع الذاتية في دواخلهم، ويتم ذلك من خلال أسماء (إدارية) ذات تجارب سابقة تدعم عمل الجهاز الإداري وأخرى (فنية) تدعم عمل المدير الفني، دون النظر إلى أي تأويلات أو تصنيفات (مقيتة) في الوقت الراهن على الأقل، من أجل تفادي السقوط التاريخي الوشيك جداً، وهذا سيحدث إذا كانت إدارة النادي تبقى لديها قليل من الإحساس واستشعار خطورة الموقف والرغبة في تفاديه (قولاً وعملاً) وبغير ذلك سيكون مصير (العميد) الهبوط بسلام (ولا أحد سأل فيه)!
كلام مشفر
* طالما أن إدارة النادي صامتة وتتفرّج وهي ترى الفريق يأخذ طريقه إلى الهاوية، أرجو أن يتغيَّر (الموقف الرسمي) مع النادي الكبير وتخرج من النظر إلى أن ما يحدث فيه (شأن داخلي) فالأمر يتجاوز ذلك تاريخاً ومكانة وقيمة للرياضة والكرة السعودية مع ناديها (العميد) البكر صاحب الإنجازات المحلية والقارية والإقليمية والحضور العالمي وصاحب الجماهيرية الطاغية والمعروفة.
* من خلال الأداء والمستوى والروح لدى اللاعبين في المباراتين الماضيتين، واضح جداً (الاهتزاز) النفسي والمعنوي لدى اللاعبين، وأيضاً ضعف العمل الفني والتوظيف من قبل المدير الفني، وسوء تدخلاته، وهذا أمر تحدثت به مع قريبين من الإدارة أثناء معسكر أبها بالنظر لما حدث في المباريات الودية، التي لعب فيها المدرب كل (شوط) بتشكيلة مختلفة.
* ولا أعلم هل الجهاز الفني المساعد للمدرب مكتمل؟ أشك في ذلك، وإذا لم يكن ناقصاً عددياً فهو ناقص في القدرات والرؤية، ذلك يعني ضرورة عدم تضييع الوقت ومهمة (إسعاف) الفريق ودعمه بأسماء إدارية وفنية في نفس الوقت قبل مبارياته القادمة، أسماء تحضر إلى النادي لتعمل مع أجهزته وتتعامل وتنزل لمستوى اللاعبين وليس لمجرد الحضور والجلوس والتصوير، لم يعد هناك ما يمكن الركون إليه ولا من الوقت ما يمكن استدعاؤه.
* من الأسماء التي يمكن الاستفادة منها وأرى ضرورة الاستعانة بها سريعاً المهندس عبد الله بكر والكابتن أحمد جميل (سوياً) على الصعيد الإداري، والكابتن حسن خليفة والكابتن عبدالله غراب والكابتن عمر المحضار (سوياً) على الصعيد الفني، وإني على ثقة أن وجودهم مع الفريق سيفرق معه كثيراً وسيحدث (نقلة معنوية وفنية ونفسية وأدائية وذاتية) ستحدث انقلابًا كبيرًا في المباريات الست المتبقية.