علي الخزيم
يزداد المواطن السعودي فخراً وجَذَلاً كلما سمع أو قرأ عن منجز وطني، حتى وإن كنا قد ألفنا الإنجازات وباتت جزءًا من توفيق الله سبحانه لقيادتنا الحكيمة ورعايتها للنهضة الشاملة، فمما أُعلن مؤخراً أن الجمارك السعودية في إطار استخدامها الوسائل الحية بالتعاون مع جهات الاختصاص قد درَّبت وجلبت كلاباً باستطاعتها تحديد المصاب بفيروس كورونا رغم دقة الفيروس المِجْهري نظراً لما وهبها الله من حاسة فائقة للشم حيث يمكنها شم الروائح بعمق 40 قدماً تحت الأرض وتملك أكثر من 125 مليون خلية للشم وتتمتع بلياقة ورشاقة عاليتين، فقيادتنا أيدها الله سباقة لكل ما يخدم المواطن إذ إنها من أوائل الدول بهذا الشأن.
وبعد قراءتي لخبر مكافحة الفيروس الخطير ببعض الحيوانات المُسخَّرة لخدمة الإنسان، قادني هاجسي لاستذكار جملة من الأخبار المتعلقة بالحيوانات، فمما قرأت مؤخراً أن قطة بريطانية سُجِّلت كأول حيوان يصاب بالفيروس الكوروني، غير أن الصين زعمت أنها سبقت ذلك بتسجيل إصابتين لقط وكلب، وأقول: إنهما إن سلما هناك من كورونا فلن يسلما من ساطور الجزار! وعبر وسائل التواصل يتساءل البعض عن إمكانية نقل الحيوان الفيروس للإنسان؟ ويجيب مختصون بأن الاحتمال الأكثر هو الخوف من الإنسان على الحيوان، لاعتقادهم أن الفيروس انتقل إلى تلك الحيوانات الاليفة المذكورة من أصحابها، ومؤكد أن الإنسان لن يتعمد غالباً بنقل الفيروسات القاتلة إلى الحيوانات فهو بطبعه أرحم من أن يُجرِّب هذا العبث، وتقول أخبار نشرت منذ أيام إن شخصية خليجية معروفة اكتشف أن حمامة قد اتخذت من فوق إحدى سياراته المتوقفة منذ فترة وكراً لبيضها وحضانته، فوجَّه بعدم إزعاجها أو تحريك السيارة، وليت بعض أصحاب (الساكتون) يتعلمون الدرس! وقرأت أن جيشاً من البط الصيني قوامه 100 ألف طائر قد تم إرساله إلى جهات زراعية باكستانية مجاورة يجتاحها الجراد لأن البط معروف بشهيته لالتهام هذه الحشرات بواقع 200 جرادة باليوم متفوقاً على الدجاج الذي لا يلتهم سوى 70 جرادة، وأعرف أقواماً لو أرسلوا لتلك الجهات لجعلوا الجراد حشوة للبط والتهموها معاً.
ومن قصص الحيوانات المقروءة مؤخراً أن سكان أحد الأحياء في برلين الألمانية يفقدون أحذيتهم لا سيما الجلدية، وسجلت أكثر من مئة حالة، وتطوع بعض السكان للمراقبة والمتابعة فتبين أن ثعلباً ظريفاً هو صاحب تلك الدعابات، لكن المواطن المتحمس للموضوع أمام سلطات المدينة لم يجد أحذيته في مأوى الثعلب! وأتذكر قصة رواها أحد المسنين من بلاد نجد عن فقدان المصلين بأحد المساجد لأحذيتهم الجلدية يوماً بعد آخر، واكتشفوا أن ثعلباً يطويه الجوع يلجأ للسرقة ليقضم الجلود، فرحموه وأصلحوا شأنه.
والإنسان قد عاش وحوله الحيوانات منذ الأزل يصارعها وتصارعه، أو يستأنس ببعضها، وتبعاً للتطور المعرفي الثقافي لدى الإنسان نشأت أفكار ومعتقدات أصاب بعضها وأخطأ الكثير منها تجاه الكائنات المحيطة واتخذوا منها رموزاً للفأل أو النحس وغير ذلك، ومع تباين الناس بلطفهم أو قسوتهم تجاه الكائنات المتوحشة أو المستأنسة فلا غنى لهم عنها، فهذا ناموس الكون.