مرثية في الشيخ علي الصالح الجناحي الذي توفي في 10 ذي الحجة عام 1441هـ.
يا موتُ مهلاً فقد جاوزتَ أسْواري
لم تَتْرُكِ - اليومَ - لي صَحْبي وسُمَّارِي
كأنَّما الثَّأرَ بعد الثأرِ تطلبني
يا ويحَ قلبيَ من موتٍ ومن ثَارِ
سَرَقْتَ فرحةَ عيدي من على شَفَتي
أطْفَأتَ شَمْعةَ آمالي وأنْوَارِي
خطفتَ شَيْخًا على الأيامِ مَجْلِسُهُ
كم كان مَقْصِد أضْيَافٍ وزُوَّارِ
لم يُوْصِدِ البابَ يومًا دونَ زائِرِهِ
يغشاهُ قومٌ وطلابٌ لأخبارِ
طَلْقُ المُحيَّا مُضِيْءٌ من بَشَاشَتِه
يَلْقَاكَ تِرْحَابُهُ في مَدْخَلِ الدَّارِ
الخالديُّ عليٌّ طَابَ مَعْدَنُهُ
آلُ الجناحيِّ من صِيْدٍ وأبرارِ
مُذْ شَبَّ عن طوقِهِ والحقُّ بغيته
عَفُّ المحارمِ في جَهْرٍ وإسرارِ
يا لهف نفسيْ على شيخٍ فُجِعْتُ به
شيخِ الطَّهارةِ لم يَدْنَسْ بأوضَارِ
شيخُ الفضيلةِ لا ينفكُّ ديدنَه
وَصْلُ الأقاربِ والنائينَ والجارِ
من للحوادثِ والتاريخِ بعدَكُمُ؟
من للقصيدِ ومن يُعنى بأشعارِ؟
من للطائف والآدابِ يحفظها؟
من للحكاية في ليلٍ وأسْمَارِ؟
ذكرىً تلوحُ بأفقِ الدّهرِ أزمنةً
ما غاب عنِّي وأرعاه بتذكاريْ
يا ربُّ عبدُكَ حَطَّ الرَّحْلَ محتسبًا
فطهّر الشّيخ من ذنبٍ وأوْزارِ
وامْنُنْ عليه بعفوٍ منك يا أمَلِيْ
وأكْرمِ النُّزلَ واعْصِمْهُ من النَّارِ
** **
صالح بن محمد الحسن الخويطر - عنيزة