أحمد المغلوث
شاهدت كما شاهد ملايين المشاهدين في الداخل والخارج وصول طائرات الخير والعطاء والإنسانية إلى مطار الرئيس رفيق الحريري ببيروت. هذا الجسر الجوي الذي يسيّره مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يهدف إلى مساعدة الأشقاء في لبنان المتضررين من كارثة مرفأ بيروت. ويأتي هذا الجسر الإغاثي بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين. ولقد أشاد الإعلام اللبناني المقروء والمسموع والمرئي بهذا الجسر الذي جاء ليؤكد للشعب اللبناني الشقيق تعاطف المملكة ومواطنيها مع ما تعرّض له لبنان من كارثة، وأن المملكة قيادة وشعبًا قلبها على لبنان وشعبه. وتجدر الإشارة إلى أن الجسر الجوي السعودي الذي وصل لبيروت يتضمن مساعدات طبية وإنسانية، تشتمل على أجهزة تنفس اصطناعي، وأجهزة رقابة حيوية للعناية المركزة، ومضخات وريدية إلكترونية، ومستلزمات إسعافية، وأدوية متعددة، منها مضادات حيوية ومسكنات، ومواد حماية ومطهرات ومعقمات، وكمامات، ومحاليل وريدية وأنابيب ضخ، ومستلزمات طبية متعددة، ومواد غذائية متنوعة، ومستلزمات إيوائية من خيم وفرش وبطانيات، وأوانٍ ومستلزمات طهي متعددة. وقد بلغت حمولة الجسر الجوي السعودي منذ انطلاقه حتى الآن أكثر من 200 طن حسبما ورد في الأخبار. وكعادتها، فهي سباقة دائمًا - ولله الحمد - في مد يد العون والمساعدة الإنسانية والإغاثية كما تعودت دائمًا طوال تأسيسها على يد المؤسس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه -، ومن بعده أبناؤه يواصلون السير في الطريق ذاته (طريق الخير والعطاء)؛ إذ اهتمت بمد يد العون والمساعدة لكل من يحتاج إلى ذلك في كل مكان بالعالم انطلاقًا من رسالتها الإنسانية السامية. فمساعدات المملكة كانت دائمًا وأبدًا الرائدة في مثل هذه الأعمال الإغاثية الفاعلة والخيرية. ولم تختصر مساعدات المملكة على الدول العربية والإسلامية فحسب وإنما شملت العديد من الدول الصديقة.. فكل متابع في العالم للأحداث والكوارث التي تقع في هذه الدولة أو تلك يجد أن «المملكة» سبّاقة إلى المساعدة فورًا. وهذا ما تشير إليه وسائل الإعلام الموثقة والمؤرخة، وكذلك تقارير المنظمات العالمية التي عادة ما تشير إلى ذلك، وأكثر من ذلك، التي عادة ما تنوه بتقدير وإكبار بهذه المساعدات، وبالمواقف «الإنسانية» المتميزة للمملكة وقيادتها وشعبها الأبي.
ولقد سجّل التاريخ في كتبه وأجنداته المختلفة «سخاء وعطاء» المملكة المدهشَيْن والإنسانيَّيْن العظيمَيْن، ليس في خدمة الإسلام والمسلمين فحسب، وإنما شملا كل دولة تعرضت لكارثة ما، أو عانت من تداعيات الحروب، أو واجهت كوارث كالأمطار والسيول والزلازل، وحتى الحروب.
لقد قامت المملكة خلال العقود الماضية بتنفيذ العديد من معسكرات الإيواء، بل أنشأت المساجد والجوامع والمساكن للاجئين والنازحين الذين تقطعت بهم السبل.. فكانت المخيمات التي نفذتها المملكة في دول عربية وإسلامية وصديقة شاهدة بوضوح على كرم وعطاء وإنسانية المملكة غير المحدودة.. وها هو «مركز الملك سلمان للإغاثة والإنسانية» بات شمسًا مشرقة في كل مكان، وصرحًا دوليًّا متميزًا، استحق الثناء والتقدير من المستفيدين من خدماته ومساهماته ومساعداته، وكذلك من كل وسيلة إعلام صادقة ومنصفة كما هو مشاهد ومعاش هذه الأيام في لبنان الشقيق.