د.نايف الحمد
في موسم استثنائي في تاريخ الموج الأزرق ما زال الهلال يحلق في سماء الإبداع، ويقدم نفسه لجمهوره ولكل عشاق المتعة كسفير للأحلام، ومصدر للفرح والإلهام.
في مساء الأربعاء الماضي، وفي لقاء الديربي مع شقيقه النصر، واصلت فرقة الرعب الهلالية مسيرتها المظفرة، التي بدأتها من أول الموسم بتحقيق البطولة الآسيوية الغائبة منذ سنوات، ثم المشاركة العالمية وتحقيق المركز الرابع.. وها هم اليوم يقفون على أعتاب مجد جديد، ولم يعد يفصل بينهم وبين تحقيق أهم البطولات المحلية (بطولة الدوري) سوى بضع مباريات، بعد أن وسعوا الفارق عن أقرب منافسيهم لتسع نقاط، وحققوا أفضلية كفيلة بتتويجهم بالبطولة متى ما استغلوا هذا الفارق النقطي والفني والنفسي الذي يتمتعون به.
الآن يمكن لنا القول إن البطولة أصبحت قريبة جدًّا.. ولم يبقَ إلا أن يؤكد اللاعبون هذه الحقيقة من خلال الجولات القليلة القادمة. وبالتأكيد هم يعلمون أهميتها.
في مساء الأربعاء عزف (جن الملاعب) بقيادة الداهية (رازفان) سيمفونية النصر.. ونصبوا سيركًا عالميًّا مبهرًا، أنهوه بأربعة أهداف مع الرأفة، وقدموا لوحة فنية زاهية.. وبات الفريق مرشحًا فوق العادة لضم الدوري المحلي لدوري الأبطال الآسيوي، والبحث عن مجد جديد من خلال المنافسات القادمة.
لقد كان نجوم الهلال في الموعد، وحققوا فوزًا مهمًّا بخبرة وحنكة تعكسان واقع هذا الفريق البطل ومدى ما وصل إليه من قوة فنية واستقرار وثقة وقدرة على تجاوز الخصوم أيًّا كانوا.. كان النجم الإيطالي (سيبا) قائدًا حقيقيًّا داخل الملعب، استطاع بمهارته وذكائه والحضور المميز لزملائه فرض هيمنة الفريق على أجواء اللقاء.
في الحقيقة، وبدون مبالغة، يمكن لنا وصف هذا الفريق بفريق الأحلام، وواحد من أفضل الفرق التي مرت بتاريخ الهلال.. نجوم لا تستطيع أن تستثني منهم أحدًا؛ فالجميع يؤدي بشكل رائع، جعل من الفريق مضربًا للمثل على المستوى الفردي والجماعي.. ليس لأن الفريق حقق النصر في هذه المباراة؛ فالهلال تعود على الانتصار، والتاريخ يثبت أن كعبه عالٍ على خصمه، بل لأنه جمع بين المتعة الكروية والقوة الفنية وتحقيق البطولات، وأهمها السابعة.. ولا أستبعد تكرار هذا الإنجاز وتحقيق الثامنة، فالهلال هو الأقوى على مستوى قارة آسيا، وهو المرشح الأكبر لكل البطولات التي يشارك فيها محليًّا وقاريًّا.
في لقاء الديربي لم تذهب ثقة جماهير الهلال أدراج الرياح، بل كانت في محلها.. فهم يتكئون على جبل شامخ يصعب زحزحته.. جذوره ثابتة في باطن الأرض، وهامته تعانق السماء.. ومن يراهن على الهلال لا يخسر الرهان أبدًا.
أبارك لكل الجماهير الزرقاء هذا الجمال والظهور الباهي لفريق تكفي هيبته لهزيمة خصومه، فما بالك وهو يتسلح بكتيبة مدججة بأقوى الأسلحة الكروية.. ويقدم أجمل العروض الفنية.
نقطة آخر السطر
ثقتي بأن الإدارة واللاعبين بما يملكون من احترافية يعلمون أن الدوري لم يحسم بعد.. وما تبقى من جولات هي الأهم في مسيرة الفريق.. وعلى الهلاليين جميعًا أن يدركوا هذه الحقيقة حتى يحسم نجوم الزعيم الدوري بشكل رسمي.
وعلى منصات الذهب نلتقي بإذن الله.