صيغة الشمري
كارثة الانفجار المروع التي حدثت في المرفأ اللبناني لم تكن تلفت نظر العالم لمأساة هذا البلد المنكوب منذ الأزل لو لم تكن بهذا الحجم المرعب. لم يبقَ كارثة أو ترويع لم يعشه الشعب اللبناني الطيب طوال عقود من الزمن. جرب كل أنواع الكوارث، وهو الشعب الذي لا يستحق ما يجري له. كل من يتجول في لبنان لو سويعات قليلة يتحسر على بلد معطل عمدًا، ومحروم من النهوض على قدميه والاعتماد على نفسه بفعل حزب شيطاني، سلب لبنان هويته الإنسانية الرائعة وحضارته الريادية؛ ليحوله لبلد فساد، تجري على أرضه جميع أنواع الفساد التي قد لا تجري في بلد غيره. في البدء كان حزب الله عميلاً لحافظ الأسد، وأسهم في جعل أقل جندي سوري يعبث في مدينة لبنانية كاملة بمساعدة «زعرانة». وبعد أن نجحت المساعي الدولية في طرد الجيش السوري من لبنان قدمت عصابة حزب الله نفسها لإيران للعمل كعميل مخلص ومجرم، يملك الخبرة الكافية لنهب البلد، وتكميم أفواه الشعب المتحضر عبر إيهامهم بأنه ضرورة أوجدتها المقاومة ضد إسرائيل. ويسهل خداع شعب منهك من حروب أهلية، وساسة مأجورين، وحزب وحشي، يقتل كل من ينتقده أو يظهره على شاشات القنوات التلفزيونية يحمل صورة الإرهابي حسن ويطلب الغفران ويتوسل الصفح. منذ أكثر من نصف قرن وهناك شرفاء لبنانيون يحاولون، يستنجدون لإنقاذ بلادهم من بلاوي هذا الحزب الأيديولوجي الإرهابي العميل الذي يمنع لبنان من أن يستقل كبلد يملك جميع مقومات النجاح. حزب يقدم مصالح إيران على مصالح لبنان بحجة المقاومة الكاذبة. حزب قتل من اللبنانيين أكثر مما قتلته إسرائيل طوال حربها مع لبنان. مهما حاول إعلام الحزب الإرهابي تبرير أسباب انفجار المرفأ يبقى السبب الحقيقي هو وجود هذا الحزب وأنشطته الإرهابية. لن تنتهي مآسي الشعب اللبناني طالما هذا الحزب يعبث بمصيره، ويقامر بمصالحه!