العقيد م. محمد بن فراج الشهري
لا يمكن أن تحل كارثة في لبنان دون أن يكون لحزب الشيطان الإيراني ضلوع فيها, والكارثة (الهيروشيمية) التي أطبقت على لبنان هذا الأسبوع السبب الرئيس فيها التسيب السياسي, والخضوع المطلق لهذا الحزب الذي أفسد على لبنان وشعبه كل وسائل الاستقرار, وكتم أنفاس اللبنانيين لسنوات طويلة, ومثلما يفعل في لبنان يفعله في سوريا, والعراق, وليبيا, واليمن وصولاً إلى دول أوروبية عديدة ومنها ألمانيا التي وضعته على لائحة الإرهاب لعلاقته بتخزين نيترات الأمونيا, كما أنه جعل لبنان في قائمة الدول الموبوءة بالمخدرات زراعةً وتصديرًا, وعيانًا بيانًا يتبجح رئيسه بالتبعية المطلقه لإيران، وعمائمها التي يتمسح بها ويقدسها.. حادثة الانفجار التي أتت مباشرة قبل النطق بالحكم في مقتل الرئيس رفيق الحريري, لم تكن صدفة وإن كان هنالك علاقة مباشرة لإسرائيل أو غيرها في هذا الحدث الخطير جدًا وغير المسبوق، فالمعروف أن نيترات الأمونيا مملوكة لحزب الله وموضوعة بملجأ تحت العنبر»12» لأغراض عسكرية لصالح إيران، وإن كانت الأخبار تقول إن صاروخًا إسرائيليًا Bunker bomb فجر المرفأ. وحجم الكارثة أربك حسابات الضارب والمضروب، فإسرائيل لن تتبنى عملية بهذا الحجم الكارثي، وحزب الله لن يضع نفسه في موضع المتهم خصوصًا أنه ليس في سبيل خوض حرب الآن، وقد تسربت بعض المعلومات المهمة التي ذكرها المحامي «إدوار حشوة» تتعلق بالأدوار بين حزب الله وإسرائيل ونصها كالآتي: «إسرائيل وحزب الله وتفجير لبنان:
(1)- إيران بسبب صعوبة ومخاطر نقل الصواريخ إلى دولتها في جنوب لبنان قررت العمل على استبدال نقل الصواريخ بتصنيعها داخل لبنان بمعونة وخبرات إيرانية.
(2)- أهم خطوة في هذا الاتجاه هي نقل نترات الأمونيوم المادة الأساس في صناعة الصواريخ من أهم مصادر إنتاجها في جورجيا.
(3)- تم شراء الشحنة (2750 طن) ونقلت بواسطة سفينة اسمها (Rhodes) على أساس أنها متوجهة إلى موزامبيق وبقي حتى الآن اسم المشتري من جورجيا واسم المرسلة إليه في موزامبيق سرًا حتى الآن.
(4)- وصلت السفينة إلى بيروت، وادعت وجود العطل فيها (كذبًا)، فتوقفت ثم تم افتعال إشكال قضائي متفق عليه بين دائنين ادعيا الخلاف أمام قاضي الأمور المستعجلة لاتخاذ قرار بوقف سفر السفينة.
(5)- القاضي هو حلقة السر في القضية مهمته إقرار نقل البضاعة إلى المرفأ بحجة أن وجودها لمدة المحاكمة تشكل خطرًا على السفينة، هذا القاضي إما أنه من جماعة حزب الله، أو مجرد مرتشٍ.
(6)- القاضي بدلاً من أن يأمر بإرسال السفينة إلى موزامبيق سمح للطاقم بمغادرة السفينة، ثم في مرحلة لاحقة سمح للسفينة بالسفر بعد تسوية مفتعلة للخلاف، وبحجة أن العطل قد تم إصلاحه.
(7)- قرار القاضي بنقل الأمونيوم إلى مستودعات في المرفأ رقمه 429 بتاريخ 27-4-2014، والموجه إلى مدير المرفأ تم النقل إلى مستودعات خاصة بحزب الله يخزن فيها الأسلحة، والكيماويات، والمتفجرات، وكان فيها كميات بسيطة من الأمونيوم سابقًا فأودعت الشحنة الكبيرة في مستودع يدعى العنبر 12، فجميع هذه المستودعات تحت سيطرة حزب الله ومحروسة منه ولا يقربها لا جمارك، ولا أمن دولة، ولا أمن عام، ولا جيش، وتدخل المواد إليها وتخرج بإمرة حزب الله عبر بوابة خاصة تدعى (بوابة فاطمة) وهي معروفة لا تخضع لإدارة المرفأ، وهي شبيهة بالمعابر الخاصة بحزب الله على الحدود مع سورية.
(8)- مدير المرفأ (بدر ضاهر) أرسل إلى قاضي الأمور المستعجلة محتجاً على نقل المواد وبقائها، منوهًا بخطرها في عدة كتب: (في 5-12-2014) (وفي 20-6-2015)، (وفي 13-10-2016)، (وفي 19-7-2017)، (وفي 28-12-2017)، وطلب إما تسليمها للجيش، أو بيعها لشركة خاصة تبيعها للخارج، ولكن القاضي لم يرد.
(9)- هذه المستودعات التي تحتوي أسلحة قادمة من إيران، ومن أسواق التهريب تستعمل لتغذية عناصر حزب الله العاملة في أي مكان على الشكل التالي: نترات الأمونيوم لمعامل صناعة الصواريخ المتعددة في لبنان، قسم إلى مجموعات حزب الله في اليمن والعراق وسورية وغيرها. واستعمل الحزب نترات الأمونيوم من مستودعاته في مقتل الحريري بكمية 2.5 طن عام 2005، واستعمل نترات الأمونيوم في الكويت عام 2015 عبر خلية العبدلي بكمية 500 كغ، وكشفت إلى قبرص عام 2012 بكمية 8.2 طن، وكشفت إلى بريطانيا عام 2015 بكمية 3 طن، وكشفت إلى بوليفيا عام 2017 بكمية 2.5 طن، وكشفت إلى ألمانيا عام 2020 واكتشفت في مايو الماضي، كل ذلك يدل على وجود نترات الأمونيوم في مستودعات حزب الله في المرفأ قبل وبعد الشحنة الكبرى.
(10)- إسرائيل على علم بوجود مستودعات لحزب الله، وتراقب وصول الأسلحة وتخزينها بالقمر الصناعي الدائم فوق لبنان. فخلال فترة السلام الواقعي المبرم مع حزب الله لم تتعرض المستودعات لأي هجوم وحتى تغاضت إسرائيل عن دخول حزب الله إلى سورية وحركته عبر المعابر الخاصة به.
(11)- بعد القرار الأميركي بطرد إيران من سورية استهدفت إسرائيل التجمعات المشتركة لقوات الحرس الإيراني، وحزب الله والنظام في سورية، ولم تتعرض لحزب الله في لبنان احترامًا منها لاتفاق الحدود مع حزب الله.
(12)- عندما اكتشفت إسرائيل مخططًا إيرانيًا مع حزب الله للقيام بعمليات من لبنان، وبعد أن أرسل حزب الله مجموعة من 4 مقاتلين اخترقت الحدود بأمر من خلية حزب الله غرب القنيطرة كان ذلك بداية التحرك الإسرائيلي ضد حزب الله في لبنان، فقامت إسرائيل بقتل الخلية الآمرة بغارة عليها غرب القنيطرة.
(13)- وصلت إلى مرفأ بيروت سفينة أفرغت شحنة من الأسلحة، أفرغت حمولتها في العنبر رقم 5، فقامت إسرائيل بالإغارة على العنبر ودمرته، مع أن العنبر رقم 12 كان بعيداً نسبياً. الآن نترات الأمونيوم تنفجر إما بسبب ماس كهربائي، أو إشعال نار مقصود، أو بسبب حرارة شديدة، لذلك فإن الانفجار الناجم عن الغارة نشر شظايا وحرارة شديدة تسببت في انفجار مستودع نترات الأمونيوم. أهم شهادة على هذا هو ما ورد من السيدة «نائلة تويني» حيث مكتبها في جريدة النهار يطل على المرفأ، وقالت هي ومن معها من أسرة التحرير (سمعنا أزيز طائرات فخرجنا إلى الشرفة نستطلع، وفجأة رأينا وسمعنا الانفجار الأول الذي نشر غيمة سوداء، فدخلنا إلى الداخل فكان الانفجار الهائل بعد أقل من دقيقة ونشر غمامة صفراء، أو برتقالية وانتشرت روائح مواد كيماوية).
(14)- فور الانفجار دفع حزب الله بعناصر من جيشه إلى مكان الانفجار ومنعوا أي مسئول لبناني أمني، أو عسكري من الاقتراب من محيط العنبر رقم 5 و12 وغيرهما، وكل من زار المكان كان على مسافة من قلب مكان الانفجار وشوهدت شاحنات تنقل مواد وتعبر خارجة من معبر فاطمة.
(15)- كانت إسرائيل تهدف من الإغارة إرسال رسالة قوية لحزب الله تحذره من خرق الاتفاق، ولم تتقصد العنبر 12 أو لم تتوقع انفجاره بفعل الحرارة، لذلك صمتت ولم تعلن مسؤوليتها بسبب الشهداء، والدمار الهائل.. الحكومة اللبنانية أول ما أدعته أن الأمر لا يعدو انفجار مفرقعات ألعاب مخزنة. لا إسرائيل اعترفت، ولا الحكومة، ولا حزب الله اتهم إسرائيل، في رسالة مضادة تعني أن حزب الله لا يريد الرد ولا اختراق اتفاق السلام، وحده شعب لبنان دفع ثمن هذا الصراع على أرضه بسبب وجود جيش فارسي يملك قرار الحرب، والسلام، وتحول رئيس الجمهورية إلى ديكور، وسيد مطيع، ومجلس النواب إلى مجموعة من المنافقين المتسولين على أبواب مكاتب حزب الله. المتوقع تظاهرات كاسحة تسقط الحكومة وتدعم حياد لبنان كحل صار له بعد هذه المجزرة أنصار في أميركا، وأوروبا، فقتل الحريري الذي عمر لبنان أخرج سورية من لبنان. فهل تدمير ما عمره الحريري، بالأمس سيخرج الدولة الفارسية من جنوب لبنان». هذه المعلومات خطيرة للغاية إن صحّت، وأنا أعتقد أن جزءًا كبيرًا منها صحيح وواضح، والأيام القادمة ستبين أكثر، ويفترض إذا أراد اللبنانيون الخروج بنتيجة واضحة وجلية، أن يستعينوا بخبراء دوليين إضافة إلى خبراء الجامعة العربية، لكشف حقيقة هذه الفاجعة، أما إذا تُرك الأمر كما مر بحادثة الحريري فسيبقى لبنان سنين طويلة يبحث عن الحقيقة.