عبد الرحمن بن محمد السدحان
يحلو لي بين الحين والآخر (زيارة) بعض مواقع حروفي القديمة فأقتطف من هذه وتلك نماذج أزعم أن القارئ الكريم قد يسعد بقراءتها مرةً أو أكثر، فأعيد نشرها بـ(اقتباسٍ مريح) له.. دون أن يخلّ ذلك بالمعنى المقصود!
(1) سئلتُ مرة عن قضية «المساواة بين المرأة والرجل»، فقلت:
* أزعم أن المساواة بين المرأة والرجل بالمدلول التجريدي المطلق خرافة، لأن للمرأة خصوصية فطرها الله عليها، وللرجل مثل ذلك.. ومن ثم فهما غير متماثلين تمامًا كي يكونا متساويين، وليس في هذا القول إنقاص من قدر المرأة ولا قدراتها، والذين يزعمون غير ذلك.. يظلمون الرجل والمرأة معًا! نعم.. هي مكلّفةٌ مثل الرجل.. فـي أمور الدين ومثل ذلك في أمور الدنيا إلاّ ما تحول دونه خصوصيتُها المميزةُ.
* وبمعنىً آخر، نستطيع أن ننصف المرأة والرجل معًا.. متى اعتبرناهما كيانيْن يتّمم بعضُهما بعضًا، لا ندَّيْن مستقلين.. ينافس أحدُهما كينونةَ الآخر ولولا ذلك، ما عمرت المعمورة تراحمًا وذريةً!
* قديمًا كان رجل الجاهلية يئد فتاته خوفًا من العار.. لأنه وأمثاله قصَروا فهمهم لها.. على فكرة العار، لا فكرة التكامل.. ففعلوا ما فعلوا.. وجاء الإسلامُ (ليئِدَ) هذا الأسلوبَ الظالمَ.. ولينقذ المرأة من وحشية الجهل والجاهلية.. فيعيد إليها اعتبارها وحريتها.. وحقها.. في الحركة والحياة.. هذه هي (المساواة) الراشدة.. لا (رومانسية) العبث التي تخلط بين الليل والنهار والممكن والمستحيل!
(2) ورقة من تقويم العمر:
* عادت بي الذاكرة إلى سنوات خلت من عمري، حين كنت أعيش مع جدي لأمي (رحمهما الله) في بيئة عسيرية ريفية تتعانق الجبال من حولها، وتحتضنها الوديان المحيطة بها بـ»كظائمها» وبساتينها المكسوة بفاكهة مما يشتهون، ولم أكن أعرف في تلك البيئة الزراعية طفلاً جارًا ألهو معه، وأتنفس من خلاله عبق الطفولة البريئة، جِدّا ولعبًا!
* وفي تلك البيئة الزراعية ذاتها أكملتُ جزءًا من مشوار الطفولة، يفيقُ نهارُها قُبيْل مولد الشمس، وُيغمض جفنيْه بُعيْد غروبها بعد تناول وجبة عشاء مما تيسّر! يلي ذلك سُباتٌ طويل حتى الفجر التالي، لاستأنفَ (الركض) بعده مجددًا إما راعيًا للغنم أو ساقيًا للزرع، وفيها تعلمتُ الجدَّ ولا شيءَ سوى ذلك، وكنت (أقتدي) بالكبار في معظم الأمور جِدًا ولهوًا، وأعتقد أن شخصيتي اكتست من خلال ذلك نسيجًا عجيبًا متعدَّد الأطياف، فأنا (رجل) بين الرجال أو حين أكونُ وحيدًا أسْقي الزرعَ أو أرعَى الأغنام، و(طفل) مع من يماثلونني بنيةً وسنًا!
* لستُ اليوم نادمًا على ذلك ولا كارهًا له، فقد تعلمتُ من خلاله الكثيرَ، ومَنْ يدري لو نشأتُ في بيئة مرفّهة كما يفعل كثيرون من أفراد جيلنا الحاضر، إذن، لكان مشوار العمر وتضاريسه أمرًا مختلفًا جدًا!
وجدانيات
(1) الزوجة الحنون (أمُّ) لم تلدك، و(أختٌ) ورفيقةُ دربٍ
لا تُضِلُّ ولا تُمَلّ!
(2) يا أستاذ الجامعة السعودي، لنْ ينصفَك الناس ظنًا بك حتى تُنْصفَ أنتَ الجامعةَ منك ولاءً، وتُنْصفَ نفسَك وطلابك أداءً وإنجازًا!
(3) قد تكون الحماةُ مظلومةً في معظم أصقاع الأرض، حين تتعرض لشيء من سخط بسبب حبِّها لابنتها أو ابنها، وأجدني أقفُ في صفِّها مؤيِّدًا إذا فعلتْ ذلك (بلا غلوّ) يهضمُ (حقَّ) أيِّ من الطرفين!
(4) يؤخذُ على بعض المديرين ومَنْ في حكمهم فشلُهم في (فكْ الاشتباك) بين (سلطة الوظيفة) و(خصائصِ الذات) فيغدُو أحدهم كالغراب التائه في سيْره ومَسْراهَ، فلا حمامةً أمْسَى.. ولا صقرًا أصبح!
(5) الزواج قاربٌ سعادة يقودُه الزوجان، فإذا أسْرف ذوو القربي في التدخل بينهما غرق!
(6) أحيانًا، أغبط نفسي لأنني لم (أُولدْ) في هذا العصرِ المصابِ برهاب القلق، واضطراب الهوية، وازدواجية الذات!
(7) مشوارُ الحياة وإنْ طالَ قصيرٌ، فلماذا نفْسدُه بفتنة التشاؤم؟ لماذا ندعُ جرحَ الظنْ يلوّثُ في أفئدتنا مُتعَ العيش والتعايش مع (الآخر)، ويطفئُ إشراقةَ الحبِّ فـي أعماقنا؟!
(8) الصداقةٌ صراطٌ يربُط النفوسَ بالودّ لا المصلحة فحسب.. وإلاَّ أضْحت العلاقة بين طرفيْ المعادلة انتهازًا أو ابتزازًا!
(9) دمعةْ الشيخ الكبير انْتفاضةُ كبرياء، ودمعةْ الطفل الصغير صرخة استسلام، أمّا ابتسامتُه فهي بشارةُ رجاء كالخيْط الأبيض من الفجر!
(10) السفرُ رياضة للبدن، وراحة للنفس، واسترخاء للذهن، وإثراءٌ للمعرفة، وما عدا ذلك فعبث لا حاجة له!