إبراهيم الدهيش
- أتفق تمامًا مع من اعتبر الهدوء الهلالي الذي سبق (عاصفة) الأربعة أحد أسباب كسب لقاء النصر في مستهل الجولة الثالثة والعشرين من دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين باعتباره أسلوب عمل عقلانيًّا احترافيًّا، أثبت نجاحه في أكثر من مناسبة، وانتهجته إدارة الأستاذ فهد بن نافل منذ أن تسنمت دفة قيادة الإدارة الهلالية، ولم يكن منهجًا لغالبية إدارات النادي المتعاقبة، وأسهم بشكل مباشر في ظهور الهلال بهذا العنفوان وهذا الحضور الطاغي!
- وبهذه الفلسفة (تزعم) الهلال الكرة الآسيوية، وأصبح (كبيرها)، و(تعولم) من الملعب! وواصل تسيده الكرة المحلية بعدما فرض الواقع الهلالي المتطلع دومًا إلى (الزعامة) والريادة، والمتسلح بإدارة واعية وبكوكبة من النجوم المحلية والأجنبية، نفسه، إضافة إلى التعامل الإيجابي مع المحيط؛ فكان دومًا على الموعد في الزمان والمكان!
- ولو عدنا لمباراة (الأربعة) كون مباريات الهلال والنصر من المباريات التي لا تنتهي بصفارة الحكم نجد أن الهدوء والتعامل في المعسكر الهلالي مع المباراة جاءا كأي مباراة دورية عادية، حصيلتها في النهاية (3) نقاط لا أقل ولا أكثر، مثلها مثل بقية المباريات، وكان العنوان الأبرز خلال مرحلة التحضير، وامتد لينعكس على الأداء الفني والحضور الذهني والإعداد المعنوي في تلك المباراة؛ فكان بالفعل أحد أسباب كسب المباراة، وفي المقابل أخرج الصخب المفتعل للإدارة النصراوية، وافتعال الأزمات، والشحن و(الهياط) الشرفي، الفريق من الملعب؛ فكانت الخسارة، ولم تكن وحدها السبب!!
- فالمدرب النصراوي (روي فيتوريا) أخفق في توظيف العنصر، وفشل في (ترقيع) ثقوب الدفاع، ولم يوفَّق كثيرًا في تبديلاته!
- في حين نجح (رازفان) في قراءة (واقع) الدفاع النصراوي، وفي التعامل مع الضغط النصراوي العالي في بداية المباراة، وأجاد اللعب بأكثر من أسلوب هجومي حسب المتغيرات، ووفق في تبديلاته.
- سوء التمركز، وضعف المساندة، وتواضع الجهة اليسرى، أبرز مشكلات الدفاع النصراوي!
- وما زلتُ عن رأيي بعدم استفادة الهلال من اندفاعات الشهراني لافتقاده اللمسة الأخيرة!
- والهجمات المعاكسة كانت منهجية هلالية، تركت الملعب للنصر في الشوط الثاني؛ فكانت محصلتها الهدف الرابع.
- وفي المجمل اتضح تأثير التوقف الاستثنائي بسبب جائحة كورونا، سواء على المستوى الفني أو اللياقي أو الذهني، وإن كان الهلال ظهر بمستوى بدني ولياقي أفضل وبمراحل من النصر إلا أن الفِرق بشكل عام ما زالت بحاجة إلى مزيد من المباريات لتعود إلى الفورمة!
تلميحات
- مثلما هو أحد أهم ناشري ثقافة (البطولات) هو استثناء في (الفرح) هكذا هو الهلال؛ فلا هستيريا ولا فرك (خشوم)، لا وقت لديه لكل هذا؛ فطموحاته أبعد من مجرد فوز بمباراة دورية!
- وعقلاء (الأصفر) يدركون أن تواضع فريقهم الفني والبدني وسوء التحضير سبب في الخسارة، وما عدا ذلك مبررات لإلهاء المشجع عن واقع الحال.
- يتباكون على ضربة جزاء لم تُحتسب، وينسون أحقية الهلال بضربة جزاء أجمعت الغالبية على صحتها في ديربي الموسم الفارط، حرمت الهلال من بطولة كان الأحق بها، وذهبت للنصر بفارق نقطة وحيدة!!
-بشكل مغاير وإيجابي ظهر (قوميز)، وتألق سالم، وأثبت (الفرج) أنه أيقونة الهلال، والفريق كله على بعضه أدى مباراة غاية في الانضباط التكتيكي.
-ولم يكن في الجانب النصراوي سوى (الغنام) وبعض من محاولات مرابط.
- بقاء أحمد موسى سيكون على حساب أحد المواهب النصراوية!!
- على الإدارة الهلالية إعادة التفكير قبل التفريط بـ(إدواردو)!
- جائحة كورونا أثبتت أن الأندية بحاجة لمواهبها من الفئات السنية، خاصة أن التبديلات الـ(5) ستستمر للموسم المقبل.
- في النهاية: من حسنات قنوات التواصل الاجتماعي أنها كشفت مستور البعض. ضحالة ثقافية، وإعاقة فكرية، وقلة أدب! يا هادي يا دليل! وسلامتكم.