رسالة الجامعة هي إعداد أجيال قادرة بثقافتها العلمية المتخصِّصة على الإسهام في نهضة وطنها وأُمَّتها معتزة بقيمها، ولكي تصل الجامعة إلى غايتها كان لزامًا عليها أن تمدَّ يدها الحانية إلى أبنائها الطلاب بالإرشاد الاجتماعي والنفسي والمهني لضمان الشخصية المتوازنة للطالب الجامعي.
وتتحقَّق الشخصية المتوازنة للطالب الجامعي عن طريق التوجيه والإرشاد النفسي, الذي يعدُّ الهدف العام له هو تحقيق الصحة النفسية وسعادة وهناء الفرد، ويرتبط بتحقيق الصحة النفسية كهدف حلِّ مشكلات العميل أي مساعدته في حلِّ مشكلاته بنفسه، ويتضمَّن ذلك التعرف على أسباب المشكلات وأعراضها وإزالة الأسباب وإزالة الأعراض.
ويواجه الطالب الجامعي العديد من المشكلات التي قد تؤثر على تحصيله الدراسي، ومن المشكلات التي قد تواجه طلاب الجامعات في العصر الحالي, عصر التكنولوجيا والتقدم الرقمي والتي قد تسبب لهم بعض الاضطرابات النفسية, مشكلة التعلُّق بالهاتف الذكي, الذي قد يؤدي إلى الإصابة (بالنوموفوبيا).
والنوموفوبيا حالة من الخوف أو القلق أو الهلع أو الرهاب، وهي الحالة التي تعتري الفرد حينما لا يكون جهازه المحمول قريبا منه أو تحت مرأى عينيه، أو عندما يكون صاحب الجوال في منطقة بعيدة عن النطاق التي تغطيه الشبكة، أو عندما يسرق الجوال أو يضيع منه، أو أن يكون الفرد في مكان أو في مجتمع لا يجوز فيه استخدام الجوال.
وتظهر النوموفوبيا عند طلاب الجامعات بصورة كبيرة كما أشارت إلى ذلك العديد من الدراسات، حيث إن استخدام الهاتف الذكي أصبح مصدرا مهما من مصادر التعليم في الجامعات على مستوى العالم, وذلك نتيجة للإمكانيات الكبيرة التي أتاحتها شبكة الإنترنت للوصول إلى المعلومات؛ مما يشجع للطلبة على البحث عن المعلومات عبر الهاتف الذكي في شبكة الإنترنت، مما زاد من ارتباط الطلاب بهواتفهم الذكية، بحيث أصبح تفقدهم لهواتفهم كبيرًا، وأصبح تبادل المعلومات والمعرفة بينهم, وتفاعلهم مع زملائهم الطلبة عبر تطبيقات الهاتف الذكي، ولا تقتصر فوائد الهاتف الذكي على هذه الخدمات, بل تتعدَّى ذلك إلى العديد من المزايا حيث يتيح الهاتف الذكي للطلاب إمكانية الحصول على الأبحاث الحديثة من الجامعات ومراكز البحوث المتخصصة بسرعة كبيرة ومن خلال الدوريات والمجلات والصحف واستخدامها كوسيلة لدعم العملية التعليمية, وغيرها من الخدمات التي عززت ارتباط طلبة الجامعات بهواتفهم الذكية, كل ذلك قد يؤدِّي إلى انتشار النوموفوبيا وهو رهاب الابتعاد عن الهاتف, وقد أثبتت الدراسات أنه قلق نفسي حقيقي, ويجب أن يعالج مثلما يعالج ما يشابهه من أنواع القلق الأخرى بطرق مختلفة مثل المعالجة النفسية المباشرة والتوجيه والإرشاد.
وتضطلع مراكز التوجيه والإرشاد في الجامعات بهذه المهمة وغيرها من المهام التي تساعد على التوافق النفسي للطلاب، وحل مشكلاتهم المختلفة، وذلك عن طريق تقديم الدعم والإرشاد لطلابها من خلال العديد من الأنشطة, وقد جاء في أهداف مركز الإرشاد الجامعي التابع لشؤون الطلاب في جامعة الملك عبدالعزيز: تقديم الخدمات الإرشادية لمساعدة الطالبة الجامعية لتحقيق التوافق الشخصي والاجتماعي والأسري والأكاديمي، نشر الثقافة النفسية للحد من الضغوط والوقاية من الاضطرابات والتعامل معها بشكل إيجابي من خلال (البرامج، اللقاءات، الندوات، الدورات التدريبية) التي تعزز الصحة النفسية للطلاب.
** **
ماجستير توجيه وإرشاد - جامعة الملك عبدالعزيز