«الجزيرة» - طارق العبودي:
تفرغ الهلاليون طيلة الفترة الماضية التي أعقبت عودة النشاط التدريبي لتجهيز وإعداد فريقهم، معتمدين على سياسة الهدوء والصمت تحت شعار «لا للأقوال نعم للأفعال» فسارت التحضيرات بنجاح تام وفق ما رسموه لها، كما أن الادارة وبكل هدوء نجحت في تمديد عقود قائد الفريق محمد الشلهوب وعبدالله الحافظ والنجم البرازيلي كارلوس إدواردو وصالح الشهري إلى نهاية الموسم ليضمنوا استمرار مشاركتهم، قبل أن ينجحوا أيضًا بهدوء في شراء عقد الشهري وضمان بقائه لـ3 سنوات الى جانب تجديد عقد النجم الفرنسي الهداف بافيتمبي غوميز لسنتين، وضم الصاعدين نواف الغامدي وحمد العبدان لقائمة المحترفين.
ولأن الهلاليين يعتبرون مواجهة النصر (الوصيف) مثلها مثل مواجهة فريق يصارع من أجل البقاء كون نتيجتها النهائية لا تتعدى 3 نقاط للفائز فقد التفتوا أيضًا وبكل هدوء للملف الاستثماري فافتتحوا مقرين لـ»متجر الهلال» أحدهما يعد الأكبر في المملكة والخليج على مستوى الأندية، الى جانب دراسة ملفات أخرى عدة لا علاقة لها بالدوري والمنافسات الكروية.
فكانت النتيجة أن ظهر لنا مساء الأربعاء فريق ثقيل فنيًا داخل الملعب، أبدع نجومه وأمتعوا وتفننوا وفازوا برباعية كانت قابلة للزيادة لو تعامل لاعبوه مع الفرص كما ينبغي، وكان الفريق بأكمله هادئًا نفسيًا ممتع فنيًا تفرغ لاعبوه للبحث عن الفوز وكسب النقاط فحصل لهم ما سعوا لأجله ففاز الأزرق ووسع الفارق بينه وبين منافسه إلى 9 نقاط قبل 7 جولات من النهاية.
وفي المقابل فشل النصراويون في تجهيز فريقهم وأخرجوه خارج الملعب وشتتوا اللاعبين ذهنيًا ونفسيًا بافتعال قضايا من لا شيء وادعاء المظلومية في كل شيء بدءًا من ملف ملعب جامعة الملك سعود الذي اشغلوا أنفسهم وجماهيرهم به مرورًا بملف اللاعب البرازيلي مايكون وادعاؤهم أن الجميع ضدهم متناسين ومتجاهلين أن هذا الامر «إداري» بحت لا علاقة للآخرين به، فهم من فشل في إقناع اللاعب وناديه بالتمديد حتى نهاية الموسم على الأقل كما فعلت الأندية الأخرى التي أبقت لاعبيها.
ويحسب لإدارة النصر وداعميها أنهم إذا أرادوا لاعبًا من أي فريق أحضروه بقوة المال كما فعلوا مع عبدالفتاح عسيري و3 لاعبين آخرين.
كما أن بعض المحسوبين على النادي «شحنوا» اللاعبين نفسيًا ببعض التغريدات المضحكة وبوعود بمبالغ ضخمة من أجل تجاوز الهلال، فكانت النتيجة أن ظهر لنا فريق مهلهل مفكك اكتفى لاعبوه وخصوصًا بيتروس وحمدالله بالاحتجاج والاعتراض على كل صافرة من الحكم، فاستقبلت شباكهم 4 أهداف فقط كانت ستزيد.
الخلاصة:
من يريد فريقًا قويًا يستحق أن ينافس فليكن كل تركيزه على إعداد وتجهيز لاعبيه بكل هدوء للفوز على كل الفرق لا على فريق واحد فحسب.