ندى بنت عبدالله الضاوي
طريقة توجيه الطفل والتعامل معه تعفينا من الكثير من المشاكل والتوترات التي قد تواجهنا في الحياة.. وانطلاقاً من هنا نستعرض طريقة توجيه نبينا الكريم فقد قَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «يَا غُلامُ سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ»، ولنا في رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قدوة في التوجيه والتربية والمهم لدينا هو التربية الفعالة وليس التربية الحديثة.
أولاً يجب أن تكون توجيهاتنا للطفل واضحة وتتسم بحزم المحب وعدم الرضوخ للطفل عند إساءة سلوكه أوالتذبذب معه لأنه بذلك سنهدم السلوك الإيجابي ونعزز السلوك السلبي.. الأساس في التربية هي الإيجابية مع الطفل وتكون العلاقة علاقة حب وليست علاقة دلع حتى نصل إلى ما نريد.. عندما يحبك الطفل حتى كلمة لا سوف يتقبلها منك متى يكون ذلك: عندما تعطي البدائل: الحب، الحضن، النقاش، والتحدث مع الطفل بما لا يقل عن 10 إلى 15 دقيقة، كذلك أخذ رأي الطفل في بعض الأمور لأنك عندما تطلب من الطفل أن يحل المشكلة يكون أكثر التزاماً بالحل.
كل هذا يحقق تكامل شخصية الطفل واستجابته للأم وحبه لها.. في بعض الأحيان يستخدم الطفل أسلوب تأنيب الضمير على الأم مثل يا أمي أريد لعبة مثل صديقي، أمي لماذا ابن خالتي يمتلك ذلك وأنا لا... هنا يجب على الأم عدم الرضوخ والاستسلام لسلوك الطفل، لا تجعلي الطفل (يبتزك) عاطفياً مثل قوله: إنتي لا تحبيني لا تشترين لي أنت تكرهيني يجب على الأم أن تكون حازمة وثابتة في قوانينها للطفل.. التجاهل متى يكون..؟؟.. يكون عندما أمنع الطفل من عمل معين ويبدأ بالبكاء والصراخ هنا يجب على الأم أن تكون هادئة حتى لا تجذب انتباه الطفل وتحاول الأم التحايل بلفت انتباه الطفل بشيء آخر يحبه، التحدث معه عن موضوع آخر، أعطي بدائل هل تريد هذا أم هذا وتكون البدائل واضحة للطفل ومرغوبة أيضاً..
والتجاهل لا يكون عندما يضرب الطفل أو يضر شخصا آخر بل يُمنع بحزم.
وأيضاً نشير إلى نقطة أساسية وهي الثبات وكيف يتم ذلك؟! يجب أن تكون القوانين واضحة وعندما يعترض الطفل على القانون أو يكسر القانون توضح الأم للطفل بكل هدوء أنه إن اقتنعت بهذا القانون فهذا جيد وإن لم تقتنع فأنا لن أتنازل عن هذا القانون لأنه وضع لحمايتك (هذا لا يقال وهو ضمني فقط). وكما ذكرنا حتى تكون الأم والمعلمة ثابتة أي حازمة مع الطفل يجب أن تكون لديها بدائل يتقبلها الطفل..
الدلع الزائد: إعطاء الطفل مكافأة حتى ينفذ ما نطلب منه يسبب كثرة التمنع وهذا يعتبر تعزيزا ويجب علينا عندما يمتنع الطفل أن نتجاهله تجاهلا تاما وحازما أثناء التجاهل دون إظهار العصبية أو الضرب وهي ليست مهمة سهلة، ولكن تحتاج إلى تدريب من قبل الأم. لا تحبطي نفسك كأم.. أعطيهم الفرصة في اللعب في الاكتشاف.. كوني مرنة أثناء لعبهم.. قوانينك فيها بدائل كثير لا تحكر الطفل. وختاماً يجب على الأم ألا تتنازل عن حقها كأم.. حقها في الاحترام والبر لأنها إنسانة عظيمة في حياة هذا الطفل.