خالد الربيعان
َحِبْ تلك الصورة الشهيرة للأرنب الاشتراكي، الذي يقف مشيراً بيديه وخلفه شعار الاتحاد السوفيتي: المطرقة والمنجل - العمال، الفلاحين - الأرنب يشير بكل موقف أن هذا الشيء المملوك لشخص ما: ليس ملكه بل مِلْكِنَا، طعامي.. يظهر الأرنب: «طعامنا».. الطفل يقول لعبتي.. أخوانه يظهرون بهيئة الأرنب الاشتراكي: «لعبتنا».. التويتر أمامك ابحث فيه بكلمة Communist rabbit.. ستبتسم لا شك.
هذا الأرنب خرج من دهاليز السوشيال ميديا إلى ملف بنية الرياضة السعودية من أين.. لا أدري.. في هذه السنوات تحديداً.. التي تلعب فيها فكرة الملكية والاكتفاء الذاتي المالي دورًا قويًا ومهمًا جداً في النجاح الرياضي.. الذي هو عملة بوجهين أحدهما داخل الملعب «فني»، والآخر خارجه «مالي».
في الرياض -العاصمة.. ركِّز معي عزيزي- هناك 4 أندية على الأقل تتشارك في ستاد واحد منها نادي الرياض العريق، كلاسيكو الهلال والنصر أقيم على ستاد يعد تحفة فنية ومعمارية، عند البعض يكتفون بهذا، لكن الجمال له جانب آخر عند بعض الناس: فهم يريدون الاستزاده منه، أن يكون في كل مكان بعد أن أدمنوه، فلماذا لا يكون عندنا 10 نسخ مصغرة 30 الف مثل استاد الملك فهد والجوهرة المشعة، وأكثر من مدينة كمدينة الملك عبدالله الرياضية.
أوروبا ليست القاعدة التي لا تخيب بل هم أيضاً بشر ويخطئون، ومثال الاستاد المشترك بين الميلان والانتر الشهير «سان سيرو» ومشاكله: تدعونا لكيلا نكرر هذا التاريخ، سواء بمشاركة أكثر من نادي لاستاد واحد، أو ناديين كبيرين في ستاد، خاصة إذا كانت الظروف كلها معنا: المساحة في المملكة كبيرة، والامكانات المادية يمكن توفيرها ببعض التفكير من كوادر الاستثمار الرياضي، رئيس هيئة الرياضة سابقاً ورئيس نادي شيفيلد حال الأمير عبدالله بن مساعد طرح فكرة لبناء ستاد بشكل شامل من اختيار الأرض إلى التمويل في دقائق أثناء لقائه الأخير على الاذاعة السعودية.
الآن نرى بعض الأندية تدعم الدول وليس العكس! عندك ليستر سيتي يدعم تعافي بلد مالكي النادي «تايلند» من تداعيات كورونا الاقتصادية بحملة ستراها عبر رعاية على قميص الثعالب الأزرق الموسم القادم بعد قليل، من أين أتى ليستر بالمال وحقق الاكتفاء، أول الكلام «ووكرز ستاديوم» وبعده ضع أي كلام آخر.
في إسبانيا تجد للنادي الرديف مثل برشلونة بستاده الخاص دعك من برشلونة الكبير! مبني منذ عام 87، ريال مدريد ب له ستاد خاص «دي ستيفانو»، لا نقارن بل نأخذ أمثلة لعلنا نترك التأجير مستقبلاً والهواش على الاستادات: والأراضي موجودة بانتظار من يشيد عليها ما يشاء.
لا يمكن للمملكة بعد الجهد المبذول والكبير السنوات الأخيرة الماضية من هيئة الرياضة، ثم وزارة الرياضة، أن تتسع المسافة بيننا وبين المفترض أن نكونه في هذا العصر، عصر الاحتراف الرياضي وهو بالمناسبة لا يعرف مصطلح «الاشتراكية» على الإطلاق، ان تتسع المسافة بيننا وبين الدول الأخرى، خاصةً أن من أهداف رؤية المملكة للتحول الوطني: أن نكون مع هؤلاء الكبار.. في قوائم الأكبر والأفضل.
أرقام
في اليابان هناك 12 ستادًا.. متاحين لأي نادٍ ولأي غرض، ولو تسأل عن استادات الأندية الأساسية فهناك 16 ستادًا.. لأندية الدرجة الثانية Division 2 !، أما أندية الممتاز فكل نادي له واحد: 22 ستادًا «دوليًا» أهمهم تويوتا ونيسان وسايتاما، المجموع هناك 52 ستادً!، في الهند 9 ستادات دولية، إندونيسيا 15، أستراليا 18 كورياً 25 والصين مع تواضعها الكروي 53، هذا عن الاتحاد الأسيوي AFC،
جنوب افريقيا 17، المغرب 18، شيلي 25، المكسيك 31، وأمريكا 131!، إيطاليا 55 فرنسا 60 ألمانيا 102 إنجلترا 122..
نحن «على الورق»: نمتلك 65 ستادًا، ما فوق سعة الـ10 آلاف فأقول لك نمتلك 18، الاستادات الدولية التي نتشرف بها فعلاً نمتلك 5: هم ستاد الأمير عبد الله الفيصل، ستاد جامعة الملك سعود، ستاد الملك عبد الله «القصيم»، ستاد الجوهرة المشعة بجدة، ستاد الملك فهد الدولي وهو الأكبر من حيث السعة.. متفائل في المستقبل أن يكون هناك صفر بجانب الـ5،.. وأن يختفي الأرنب الاشتراكي من حياتنا.