بعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي عسكريًا وفكريًا وفقدان تركيا للثروات النفطية التي كان يهربها التنظيم من الأراضي السورية والعراقية التي كان يسيطر عليها ويبيعها في السوق السوداء على تجار محسوبين على أردوغان، والخسائر المتتالية في العملة التركية وانشقاق أهم أعضاء حزب العدالة والتنمية من سفينة أردوغان، اتجهت تركيا للبحر المتوسط ودفعت بالآلاف من المرتزقة السوريين لغزو بلد عربي أصيل والسوريين هم محرقة تلك المعركة، وهذا يعد تهديدًا خطيرًا للأمن القومي العربي، ومصر تحديدًا التي تعد قلب العروبة النابض..
إنه احتلال تركي وقوده مرتزقة أغلبهم من تنظيم داعش وجبهة النصرة، الهدف هو التنقيب عن الثروات في ليبيا والاستيلاء عليها ولتكن فاتورة لتهورات أردوغان في سوريا والعراق وأخيرًا ليبيا..
لطالما تحدث أردوغان بلهجة عامية وسيئة جدًا تفتقد للدبلوماسية والمسؤولية عن الرئيس المصري وعن مصر، وبعد توسع ميليشيات الوفاق المدعومة من تركيا بالمرتزقة والإرهابيين وبتمويل قطري سخي مع الأسف الشديد، واقترابها من مدينة سرت، هذه المدينة تذكر المصريين قبل سنوات بالحزن والألم عندما تم إعدام العشرات من العمال المصريين الأقباط من قبل تنظيم داعش وهذا نسف لكل المعاهدات الدولية والإنسانية على حد سواء..
عندما تم السيطرة على مدينة ترهونة من قبل الميليشيات تم تعذيب وأسر العديد من العمال المصريين هناك نتيجة حقد دفين وانتهاك لحقوق الإنسان والجوار..
خلال تفقد الرئيس المصري عددًا من القوات العسكرية المحاذية لدولة ليبيا، تعهد بحماية مصر وحدودها وأكَّد رسميًا بأن التدخل المصري أصبح وشيكًا وشرعيًا للدفاع عن الأمن العربي والمصري نتيجة التدخلات التركية، وأن الصبر والحلم المصري ليس ضعفًا كما يعتقد البعض..
ظهر السيسي واثقًا من قدرات الجيش المصري في التدخل عسكريًا لمنع الإرهاب والميليشيات المسلحة من تهديد مصر وشعبها، وتضامنت الدول العربية مع مصر وأكَّدت الوقوف مع مصر وحقها المشروع للدفاع عن حدودها فأمنها جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، وهناك تحركات حثيثة لعقد قمة غير عادية تحت مظلة جامعة الدول العربية ومناقشة التدخلات التركية ودعم المتطرفين..
تآمرت تركيا على أمن وحدود مصر وقيادتها وشعبها وأفشل المصريون تلك المؤامرة بدعم الإخوان ومن يدور في فلكهم، كانت تحلم تركيا بتحويل مصر إلى مركز لتنظيم الإخوان المسلمين ومن ثم تصديره إلى الدول العربية وأردوغان يحلم بخليفة المسلمين وكل هذه المخططات باءت بالفشل الذريع، نتيجة الوعي والإدراك الذي يتمتع به الشعب المصري العظيم وقيادة الجيش وكافة الأحزاب والمجتمع المدني..
تركيا وإيران فشلتا في عقد إسلامية موازية للقمة الإسلامية، السعودية ومصر لهما ثقل عربي وإسلامي كبيرين جدًا في قلوب الملايين من العرب والمسلمين ومهما كانت التهديدات كبيرة فالإجراءات الاحترازية على كافة الأصعدة تفوق كل تصورات الأعداء أينما كانوا..
الأمن القومي العربي خط أحمر، والدفاع عنه مقدس وواجب كل عربي أصيل أن يدافع عن عروبته وأمنه ومقدساته وثرواته..
طالب المجلس الأعلى للقبائل الليبية مصر والدول العربية الدفاع عن ليبيا وعن الأمن القومي العربي، ووافق الرئيس المصري على ذلك بأن تكون القبائل الليبية هي من تشرف وتقود المعركة للدفاع عن ليبيا وعن شعبها بعد تسليحها وتدريبها، وكلها خطوات استباقية فهناك ما يقارب 1200 كيلومتر حدود مصر مع ليبيا وقد تكون في مرمى المتطرفين إذا سيطروا على الشرق الليبي وهي مسؤولية العرب أجمع، وردع الانتهاكات التركية التي تدعم الإرهاب والتطرف والميليشيات التي لا تعترف بالنظام والقانون، وأمن مصر يعد من أمن الدول الخليجية والعربية على حد سواء..